مطابقة الحكاية مع الشاشة الكبرى نموذجية لمقاربة العلاقة المعقدة بين الأم وطفلها (مخرجة فرنسية)

 (أجرت الحديث : نادية الأحمر)

   مراكش – أكدت ساندرين فيسيت، مخرجة الفيلم الفرنسي “قصة أم” الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي 16 للفيلم بمراكش، اليوم الاثنين، أن مطابقة الشاشة الكبرى مع حكاية هي وسيلة نموذجية لمقاربة العلاقة “المعقدة والمفعمة بالانفعالات” بين الأم والطفل بسلاسة.

  وأضافت ساندرين فيسيت، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام عرض فيلمها بقصر المؤتمرات، أن “فيلمي مستوحى من حكاية نادرة لم يتم إبرازها على الشاشة. وعندما قرأت هذه الحكاية لطفلي، قلت في نفسي إنها ستكون فيلما مهما جدا يتناول بسلاسة أكثر العلاقة المعقدة التي توجد بين الأم وطفلها”.

  وأوضحت فيسيت أن فيلمها الأخير يذهب إلى أقصى الحدود في عملها الذي يتطرق غالبا إلى إشكالية الأم ورابطة الأمومة، متمحورا حول أم تواجه موت طفلها، وهو موضوع صعب جدا، ومن هنا أتت فكرة نقله إلى الشاشة الكبرى.

  وجاءت فكرة الفيلم المتمحور حول قصتين، حسب المخرجة، من الرغبة في صياغة حكاية واقعية وأخرى متخيلة، أي طفلان يتداخلان ويلتقيان ليشكلا طفلا واحدا.

  وقالت “إنه التحدي الذي رفعناه في الكتابة، مواصلة مسار هذين الأمين اللتين لم تكونا إلا شخصا واحدا، ما أتاح المرور من الاستيهام إلى الواقعي في الحكاية التي تتكيف مع الشخصيات”.

  وعبرت عن شعورها بالاعتزاز لمشاركتها لأول مرة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ، معربة عن الأمل في إنجاز فيلم في المغرب “إذا سنحت الفرصة”.

  وأعربت الممثلة الفرنسية لو لوساج، التي تقمصت دور الأم الشابة “نيج”، من جانبها، عن تقديرها الكبير لأمهات العالم، كاشفة أنها اعترتها انفعالات قوية خلال مختلف مراحل التصوير.

  ودعت الممثلة لوساج، وهي مغنية أيضا، إلى ضرورة تسليط الضوء على العلاقات الإنسانية، خاصة الوشائج العميقة بين الأم وطفلها، عبر الفن السابع ، من أجل ضمان تعامل هاديء مع قضايا شائكة. وقالت “شعرت بأحاسيس عميقة خلال تصوير الفيلم ولكني سأشعر بها مرة أخرى عنما أنجب مولودا”.

  درست فيسيت، المزدادة سنة 1967 في أفينيون (فرنسا)، الأدب المعاصر والفن التشكيلي، وعملت في ديكور فيلم “عشاق جسر بونت نوف” لليوس كاراكس، فشجعها هذا الأخير على كتابة سيناريو أول فيلم روائي طويل لها بعنوان “هل ستثلج في عيد الميلاد ؟” الذي تم تتويجه سنة 1996 بجائزة لويس دولوك وجائزة سيزار أفضل أول عمل.