المغرب والأرجنتين يقدمان نموذجا للتعاون السينمائي جنوب- جنوب (صارم الفاسي الفهري)

(أجرى الحديث: عبد المغيث صبيح)

بوينوس أيريس – أكد مدير المركز السينمائي المغربي، السيد صارم الفاسي الفهري، أن المغرب والأرجنتين يقدمان نموذجا للتعاون جنوب- جنوب في المجال السينمائي.

وقال الفاسي الفهري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حضوره فعاليات الدورة ال31 للمهرجان الدولي للفيلم بمدينة “مار ديل بلاتا” الأرجنتينية، التي اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم، إن مشاركته في هذه التظاهرة، التي تعد من أبرز المواعيد السينمائية بأمريكا اللاتينية، مكنت من بحث سبل تعزيز التعاون المغربي- الأرجنتيني في مجال السينما وآفاق تطويره.

وأبرز، في هذا الصدد، أهمية اللقاءات التي أجراها، بالمناسبة، مع مسؤولي المعهد الوطني الأرجنتيني للسينما والفنون السمعية البصرية (إنكا)، مشيرا إلى أن مسؤولي المعهد عبروا عن استعدادهم لتعزيز التعاون السينمائي بشكل أكبر مع المغرب، البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي تجمعه اتفاقية تعاون مع معهد (إنكا).

وأضاف الفاسي الفهري أن الزيارة شكلت أيضا مناسبة للتباحث بشأن المشاريع السينمائية المشتركة، مبرزا أن فيلم “إل يامادو ديل ديسييرتو” للمخرج الأرجنتيني بابلو سيزار والذي ستنتجه شركة الإنتاج المغربية “أغورا فيلم”، في إطار الاتفاقية الموقعة بين البلدين في هذا المجال سنة 2000 ، حظي بدعم المركز السينمائي المغربي والمعهد الوطني الأرجنتيني للسينما والفنون السمعية البصرية، وسيتم تصويره في كل من المغرب والأرجنتين.

وفي تقدير السيد الفاسي الفهري، فإن “مشاريع الأعمال السينمائية المشتركة بين بلدان الجنوب تكتسي أهمية بالغة وتعطي نتائج جيدة، قد لا تكون متاحة أحيانا في حال كان الإنتاج المشترك بين بلدان الجنوب والشمال”، مسجلا أنه على الرغم من أن اتفاقيات الإنتاج المشترك تأخذ زمنا طويلا قد يصل إلى ثلاث سنوات لتدخل حيز التنفيذ، إلا أن الرغبة والاستعداد يظلان متوفرين لدى المركز السينمائي المغربي من أجل تعزيز حضور أكبر للسينما المغربية على صعيد بلدان أمريكا اللاتينية.

وذكر، في سياق ذي صلة، بتنظيم الأسبوع السينمائي المغربي بكولومبيا السنة الماضية، في خطوة تروم تعريف المهنيين الكولومبيين وعموم الجمهور على آخر الإنجازات والأشواط التي قطعتها السينما المغربية، وهو ما من شأنه، يضيف الفاسي الفهري، المساهمة في التمهيد للدخول في اتفاقيات للإنتاج المشترك بين المغرب وبلدان أخرى أمريكية لاتينية.

ومن ناحية أخرى، أبرز الفاسي الفهري أن الأرجنتين تتوفر على نحو 900 قاعة سينمائية، وهو رقم يضاعف ثلاثين مرة عدد القاعات التي يتوفر عليها المغرب، وبالتالي “يمكننا الاستفادة بشكل كبير من التجربة الأرجنتينية على مستوى تطوير سياسات استغلال القاعات السينمائية في بلادنا”.

وبعد أن أكد أن التجربة السينمائية الأرجنتينية تعد من بين أهم التجارب على المستوى القاري، أبرز مدير المركز السينمائي المغربي أن المملكة يمكن أن تستفيد من خبرة الأرجنتين في المجال، لا سيما في الشق المتعلق بتكوين الأطر في القطاع السينمائي، كما يمكن أن تشكل الأرجنتين بوابة للمغرب يلج من خلالها عالم السينما بأمريكا اللاتينية.

وأبرز، في هذا السياق، أن المركز السينمائي المغربي يطمح إلى إرساء اتفاقيات لإنجاز أعمال سينمائية مشتركة مع بلدان بأمريكا اللاتينية، مذكرا بأن المغرب، يتوفر على نحو 15 اتفاقية تعاون للإنتاج المشترك مع العديد من البلدان عبر العالم، وهو ما يجعله يتبوأ الصدارة في هذا الشأن مقارنة بباقي البلدان العربية والإفريقية.

وشدد على أن السينما تعتبر اليوم مرآة يمكن أن تعكس صورة المغرب وخصوصيات مجتمعه. كما أن الفن السابع بوسعه تقديم نظرة حقيقية عن المملكة، داعيا السينمائيين المغاربة إلى الاهتمام أكثر بتجارب أمريكا اللاتينية والعمل على تجاوز العوائق اللغوية على اعتبار أن الأخيرة لا يجب أن تحول دون الانخراط في مشاريع مشتركة مع بلدان أمريكا اللاتينية.

وخلص الفاسي الفهري إلى أنه سيتم الإعداد لتنظيم أسبوع الفيلم الأرجنتيني في المغرب، على أن يتم أيضا تنظيم أسبوع للسينما المغربية في بوينس آيريس أو في مدن أرجنتينية أخرى، ليتمكن الجمهور في كلا البلدين من الاطلاع على تجربتي البلدين في مجال الإبداع السينمائي، كما حدث قبل عامين خلال مشاركة المغرب كضيف شرف في الدورة الرابعة للمهرجان اللاتيني الأمريكي للفيلم العربي ببوينس آيريس.