القضية الفلسطينية.. تضامن عالمي متجدد بعد مئة عام من الظلم ورغم دخان الحروب في المنطقة

القضية الفلسطينية.. تضامن عالمي متجدد بعد مئة عام من الظلم ورغم دخان الحروب في المنطقة

الإثنين, 28 نوفمبر, 2016 - 10:38

 – فدوى بنحقة –

   الرباط – تعيش القضية الفلسطينية اليوم منعطفا خطيرا مع تصعيد الاحتلال لسياسة التهويد والاستيطان والتضييق وتواصل حصاره لقطاع غزة مستفيدا من الصمت الدولي والاضطرابات التي تعصف بالمنطقة العربية، إلا أن أحرار العالم لا يفوتهم التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في محنته والظلم التاريخي الذي وثق له وعد بلفور المشؤوم منذ حوالي مئة عام.

   وتخلد الأمم المتحدة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في يوم 29 نونبر من كل سنة منذ أقرته جمعيتها العامة سنة 1977 تزامنا حينها مع ذكرى قرار التقسيم رقم 181 لعام 1947 الذي نص على إنشاء دولتين عربية ويهودية في فلسطين، وأعطى بذلك صك الاعتراف الدولي للكيان الإسرائيلي.

   وبالمقابل، بقي الشعب الفلسطيني حتى الآن ضحية لذلك القرار ولكل السياسات الاستعمارية التي مهد لها وعد بلفور المشؤوم، محروما من حقوقه الطبيعية وغير القابلة للتصرف في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والاستقلال الوطني والسيادة، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أبعدوا عنها قسرا.

   ويتزامن تخليد هذا اليوم العالمي هذه السنة مع إطلاق حملة وطنية فلسطينية لإحياء مئوية وعد بلفور تركز على جعل العام 2017 عاما لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ودعوة بريطانيا للتكفير عن جريمتها التاريخية بحق الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقوقه الوطنية، ومطالبة المجتمع الدولي برفع الظلم التاريخي الفادح الذي حاق بالشعب الفلسطيني ولا يزال يحيق به ونكباته المتتالية ومصادرة لحقوقه الوطنية والإنسانية.

   وهكذا، أطلق مركز “العودة” الفلسطيني، مؤخرا، من داخل البرلمان البريطاني حملة تطالب لندن بالاعتذار عن وعد بلفور الذي قدمه وزير الخارجية البريطاني جيمس آرثر بلفور، في رسالة وجهها إلى ماير أمشيل روتشلد، أحد قادة الحركة الصهيونية، في الثاني من نونبر عام 1917، واعدا بدعم الحركة الصهيونية لإقامة “وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”.

   وتحمل دعوة الأمم المتحدة لتخليد هذا اليوم العالمي في طياتها إقرارا ضمنيا بفشل المنظمة في حل القضية الفلسطينية وفرض قراراتها التي ظلت حبرا على ورق في هذا الشأن، مقابل بروز حركة عالمية نشيطة خارج الإطار الرسمي للدول وهيئة الأمم المتحدة، للتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته المتواصلة على عدة مستويات وبأساليب متجددة.

   وأثمرت هذه الحركة عن نتائج محرجة للكيان الإسرائيلي من خلال تضييق الخناق على زعماء الاحتلال من مجرمي الحرب والترويج للمقاطعة الاقتصادية والأكاديمية والثقافية وسحب الاستثمارات والعقوبات، بما في ذلك قرار صادر عن الاتحاد الاوروبي يقضي بوضع ملصقات على منتجات المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.(يتبع)

ق/ قد /ل م

 


 

 

  وقامت سفن عديدة من مختلف الدول العربية والغربية بمحاولات تضامنية لكسر الحصار الجائر على قطاع غزة، بعضها نجح في الوصول محملا بمساعدات، والبعض الآخر اعترضته قوات الاحتلال الإسرائيلي، آخرها قافلة كسر الحصار النسائية البحرية التي ضمت سفينتين صغيرتين تحملان اسمي “أمل” و”زيتونة” وانطلقت يوم 14 شتنبر الماضي من ميناء برشلونة بإسبانيا، بمشاركة حوالي 15 ناشطة من عدة دول بينهن الحائزة على جائزة نوبل للسلام مايريد ماغواير.

   كما تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) يوم 18 أكتوبر الماضي خلال اجتماع في باريس قرارا له رمزيته في ظل التصعيد غير المسبوق لسلطات الاحتلال الماضية في تهويد القدس المحتلة والمسجد الأقصى وتحقيق مساعي التقسيم الزماني والمكاني للمسجد التي يتصدى لها المقدسيون يوميا بقوة.

  وينفي القرار، الذي أثار غضب الحكومة اليمينية في إسرائيل، وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثا إسلاميا خالصا، مبرزا الأسماء العربية الإسلامية للمسجد الأقصى والحرم الشريف وحائط البراق الذي سعى الاحتلال بشكل مستمر لتزوير هويته الإسلامية بإطلاق مسمى “حائط المبكى” عليه.

   وأدان قرار اليونسكو الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب والاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة والتدابير غير القانونية التي تحد من تمتع المسلمين بحرية العبادة، ومن إمكانية وصولهم إلى المسجد الأقصى، فضلا عن استنكاره الشديد للاقتحام المتواصل للمسجد من قبل “متطرفي اليمين الإسرائيلي والقوات النظامية الإسرائيلية”.

  وانضافت لمساعي الاحتلال، مؤخرا، مصادقة “اللجنة الوزارية لشؤون التشريع” على مشروع قانون يفرض قيودا على استخدام مكبرات الصوت في رفع الأذان بالقدس المحتلة وداخل اراضي الـ48، تمهيدا للمصادقة عليه من قبل “الكنيست” الإسرائيلي.

   ففي هذا اليوم العالمي يصر الشعب الفلسطيني مع مناصريه الأحرار على تذكير العالم بأن قضيته لم تعرف طريقها للحل بعد وأنها قضية مركزية لدى الأمة العربية والإسلامية ويتوقف عليها بشكل كبير تحقيق الاستقرار في المنطقة العربية، رغم ما يغطيها اليوم من دخان الحروب والصراعات التي تمزق بلدانها، وعلى تفنيد مقولات الاحتلال التي زعمت بأن “الكبار سيموتون والصغار سينسون” وأن فلسطين كانت “أرضا بلا شعب”.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثاني

الأحد, 28 يوليو, 2024 في 10:14

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام، أمس السبت بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثاني في رياضة ركوب الأمواج، ضمن الألعاب الأولمبية التي افتتحت أمس الجمعة بباريس.

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.