الذكرى 61 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة ملحمة تاريخية وضاءة تختزن أمجاد وروائع الكفاح الوطني في مواجهة التحدي الاستعماري

الذكرى 61 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة ملحمة تاريخية وضاءة تختزن أمجاد وروائع الكفاح الوطني في مواجهة التحدي الاستعماري

الثلاثاء, 18 أكتوبر, 2016 - 17:17

    الرباط- يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير في مستهل شهر أكتوبر من كل سنة، الذكرى ال61 للانطلاقة المظفرة لعمليات جيش التحرير بشمال المملكة، والتي تجسد منارة وضاءة في مسيرة الكفاح البطولي الذي خاضه العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الوفي من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.

  وقد شكل حدث انطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بالشمال محطة تاريخية زاخرة بأمجاد وروائع الكفاح الوطني وطافحة بقيم الصمود والتضحية.

 وكانت هذه الانطلاقة امتدادا طبيعيا لحركة المقاومة المسلحة التي خاضها المغاربة حينما انتهكت سلطات الاحتلال الأجنبي حرمة المغرب واستفزت الشعور الوطني لأبنائه بنفي أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة إلى كورسيكا ثم إلى مدغشقر.

  وكان القصد من هذه المؤامرة النكراء هو تفكيك العروة الوثقى التي تربط بين العرش والشعب والحد من تنامي الحركة الوطنية وإخماد شعلتها، فعم السخط كل شرائح المجتمع المغربي واندلعت المظاهرات العارمة بجميع أنحاء البلاد للتعبير عن مدى تمسك المغاربة بملكهم ووحدتهم وذودهم عن المقدسات الدينية والثوابت الوطني

  وأفادت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في ورقة بالمناسبة، بأن هذا الحدث شكل إيذانا بانطلاق الشرارة الأولى لحركة المقاومة والفداء حيث سارع أبناء إيموزار مرموشة وتازة والحسيمة والناظور إلى تنظيم جيش التحرير لضرب مصالح ومنشآت المستعمر، وتطوع المقاومون المتشبعون بروح الوطنية الصادقة والحماس المتقد فداء لوطنهم وملكهم وخاضوا معركتهم المقدسة بشهامة وشجاعة ونكران للذات وأبلوا البلاء الحسن في مواجهة ضارية للمستعمر وزعزعة أركانه وإنهاء وجوده

  وأشارت إلى أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تستحضر هذه المحطة التاريخية المجيدة، لتعتز بما تطفح به من معاني الوفاء والتلاحم الوثيق بين العرش والشعب في مسيرة التحرير والوحدة، إبرازا لصفحات مشرقة من تاريخ كفاح أبناء أقاليم بولمان وتازة والحسيمة والناظور في مستهل شهر أكتوبر 1955، واستذكارا لتضحياتهم الجسام وخدماتهم الجلى، وتعريفا للأجيال الجديدة بدروس وعبر وعظات هذه الذكرى التاريخية المجيدة حفاظا على الذاكرة الوطنية، ووصلا للجهاد الأصغر في سبيل الحرية والاستقلال بالجهاد الأكبر من أجل البناء والنماء وإعلاء صروح الوطن.

  وبهذه المناسبة، تستحضر أسرة المقاومة وجيش التحرير  القضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية وتجدد التأكيد على وقوفها الدائم وتعبئتها المسترمة دفاعا عن هذا الثابت المشترك عند المغاربة الذي هو مسألة وجود.

 وفي هذا السياق، تستشهد المندوبية بما ورد في الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم 30 يوليوز 2016، بمناسبة الذكرى 17 لعيد العرش المجيد، حيث يقول حفظه الله: “فإذا كان البعض قد حاول أن يجعل من 2016 “سنة الحسم”، فإن المغرب قد نجح في جعلها “سنة الحزم”، في صيانة وحدتنا الترابية. فمن منطلق إيماننا بعدالة قضيتنا، تصدينا بكل حزم، للتصريحات المغلوطة، والتصرفات اللا مسؤولة، التي شابت تدبير ملف الصحراء المغربية، واتخذنا الإجراءات الضرورية، التي تقتضيها الظرفية، لوضع حد لهذه الانزلاقات الخطيرة. وسنواصل الدفاع عن حقوقنا، وسنتخذ التدابير اللازمة لمواجهة أي انزلاقات لاحقة. ولن نرضخ لأي ضغط، أو محاولة ابتزاز، في قضية مقدسة لدى جميع المغاربة”.

  والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وهي تخلد هذه الذكرى المجيدة، تتوخى إشاعة عبرها وقيمها وعظاتها في أوساط وصفوف الأجيال الجديدة والمتعاقبة، لتعتز بأمجاد وروائع الكفاح الوطني وبالملاحم البطولية التي خاض غمارها نساء ورجال المقاومة وجيش التحرير.

  وإن استحضار فصول وأطوار هذه الذكرى ومثيلاتها من الذكريات الوطنية والمناسبات التاريخية ليوحي بالكثير من الدلالات العميقة والرسائل البليغة في تقوية الروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء الوطني وبالهوية المغربية.

   وأضاف المصدر ذاته، أن الواجب الوطني وواجب الذاكرة الوطنية “يستحثنا على مواصلة إحياء هذه الذكرى وكل الذكريات التاريخية المجيدة للترحم على الشهداء الغر الميامين وكافة المقاومين وكافة المقاومين والمناضلين المتوفين والأحياء من أبناء الوطن الأماهد والأماجد وإشاعة مآثرهم ومفاخرهم بين أجيال اليوم والغد لتتقوى فيهم الروح الوطنية وحب الوطن وخدمته في مسيرات الحاضر والمستقبل لتحقيق آمال وطموحات وتطلعات المغاربة ملكا وشعبا”.

  وحسب المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، فإن الاحتفاء بهذه الذكرى الوطنية المجيدة يكتسي صبغة خاصة هذه السنة، من حيث أنه يأتي في سياق وغمرة أجواء التعبئة الوطنية العامة واليقظة الموصولة حول قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة.

  وسجل بلاغ للمندوبية، أن هذه الأخيرة وكما جرت العادة في كل سنة، ستنظم زيارات لمقابر الشهداء بإيموزار مرموشة باقليم بولمان وبتيغزارتين (تيزي وسلي) وأكنول وأجدير باقليم تازة وبإقليمي الحسيمة والناظور، ووقفة بالنصب التذكاري لجماعة بركين بإقليم جرسيف، ومهرجانات خطابية تلقى خلالها كلمات وشهادات تستظهر فصول وأطوار هذه الملحمة المجيدة، وتبرز مقاصدها الروحية والنضالية والقيمية، ورمزيتها ودلالاتها الوطنية العميقة، إلى جانب استحضار تضحيات الشهداء والمقاومين وخدماتهم الجليلة وآثارهم الخالدة في معترك المقاومة ومسيرة التحرير والوحدة.

وستجري بالناظور، مراسم توشيح خمسة قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من أقاليم الناظور والحسيمة ووجدة وبوعرفة، بأوسمة ملكية شريفة أنعم عليهم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة تخليد الذكرى 63 لملحمة ثورة الملك والشعب الغراء.

   كما يتضمن برنامج تخليد الذكرى، تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بكل من إيموزار مرموشة وتازة والحسيمة والناظور، عربون وفاء وبرور وعرفان بمناقبهم الحميدة وخدماتهم الجلى وأياديهم البيضاء وتضحياتهم الجسام في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.

  وسيتم بالمناسبة، تدشين وافتتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجماعة بني انصار الذي انتهت أشغال بنائه وتجهيزه مؤخرا.

  كما سيتم توزيع إعانات مالية ومساعدات اجتماعية وطبية على عدد من عائلات وأرامل قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من ذوي الاحتياجات وممن هم في حالة العوز المادي والعسر الاجتماعي، وذلك في نطاق حرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على تلبية طلبات وملتمسات المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير من ذوي الاحتياجات من أرامل ومعوزين ممن هم أحق وأجدر بالدعم المادي والرعاية الاجتماعية.

       

 

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.