مهرجان طنجة 14 للفليم المتوسطي القصير… قضايا الهوية والعولمة والأزمات الوجودية قواسم مشتركة بين أفلام المسابقة الرسمية

  (من مبعوث الوكالة… سعيد الرفاعي)

   طنجة – على بعد يوم واحد من اختتام الدورة الرابعة عشرة لمهرجان طنجة للفليم المتوسطي القصير (10-15 أكتوبر)، وبعد عرض أزيد من أربعين فيلما، شكلت القضايا الهوياتية المتصلة بالهجرة أساسا، والوجودية (الموت، الانتحار، الحرب، الوحدة، السأم… )، قواسم مشتركة بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة.

   ولاحظ المشاركون في ندوة صحفية، انعقدت اليوم الجمعة لمناقشة الأفلام التي تم عرضها أمس، أن تداعيات العولمة (الأزمة الاقتصادية …) تحتل أيضا موقع الصدارة بين هذه القواسم المشتركة.

   وتحدث المخرج عبد الرزاق الزيتزني عن تجربته الشخصية في التنقل بين مدينتي مراكش وورزازات في نهاية كل أسبوع وعلاقته الحميمة برجال الدرك، ما جعله يفكر في نقل هذه التجربة إلى السينما في فيلمه الأول “آيت بريك بلاد” (2016)، الذي سعى، من خلال المكان والأسماء والأزياء، إلى ألا يكون محددا ببلد بعينه أو أشخاص بعينهم.

   وعن قصة قصيرة ضمن مجموعة (عنبر 7) للراحل مصطفى محمود، اقتبس المخرج المصري محمد الحضري فيلمه “صاحب الجلالة” (2016) عن الهوس بأب الفنون، المسرح، إلى حد أن يشخص الفنان تامر الدريني في دور مجد  سرسري دور ملك فرعوني يوزع القمح على رعاياه، وهو يتضور جوعا ومدين لصاحب البيت الذي يقيم فيه.

  وحكى المخرح ، وهو أصلا مهندس معماري، عن شغفه بالسينما، واستعانته بمعارفه لأداء أدوار فيلم “صاحب الجلالة” (15 دقيقة) ، ومنهم ابن الفنان محمود مرسي، مشيرا إلى إعجابه بسينما المخرجين المصريين يوسف شاهين وشادي عبد اليسلام.

   وفي عز الفوضى والأزمة السياسية ومخلفات الحرب الأهلية في لبنان، تولد قصة حب بين صياد ومصورة فوتوغرافية في بلدة ساحلية صغيرة بقضاء البترون (محافظات الشمال) في فيلم “وقت بحياة” الذي شكل موضوع تخرج المخرج جورج بيتر بربري من الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت.

   وأشار المخرج اللبناني إلى ظروف كتابته سيناريو فليمه وقيامه بالإنتاج والمونتاج إلى جانب يوسف سالم، وإسناده دوري البطولة لكل من سينتيا خليفة ووسام فارس.

   وتحدث المخرح طوما واشاروف عن فيلمه “ضوء أحمر” (كرواتيا)، والمخرجة كريستينا كي كازيني عن فيلمها “حب متقاسم” (إيطاليا)، والمخرجة فيفيان باباجورجيو عن فيلمها “أرض داخلية” (اليونان)، مشيرين إلى انعكاسات الأزمات الوجودية والهوياتية على الفرد وإحساسه يالضياع في عالم متموج ومضطرب.

   ويختتم مساء اليوم عرض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، التي تراوحت مدة عرضها ما بين 7 دقائق و30 دقيقة، بعرض اثتي عشر فيلما قصيرا من بينها الفيلم المغربي “كيف نحب المغرب” لمخرحته ندى الشرقاوي.