آخر الأخبار
الدفاع عن حقوق الإنسان..شرف لا يليق بجلادي سجن كبير إسمه تندوف

الدفاع عن حقوق الإنسان..شرف لا يليق بجلادي سجن كبير إسمه تندوف

الجمعة, 13 ديسمبر, 2013 - 13:14

برازيليا-(عبد المغيث صبيح) –  ” كانوا يقومون بدفن بعض المختطفين والمحتجزين أحياء تحت شمس حارقة لمدة معينة بغرض التعذيب” و” تندوف منطقة جهنمية جرت وتجري فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية ” و” الجزائر وقادة البوليساريو يراهنون اليوم على الإبقاء على أكبر قدر من التعتيم في مخيمات تندوف خوفا من الانكشاف والتعري أمام العالم”…هي شهادات صادمة لمن ذاقوا التعذيب الوحشي بهذه المخيمات التي تقع جنوب الجزائر.    سعداني ماء العينين وعبد الله لماني، ضحيتي جرائم البوليساريو بتندوف، وعضوي الوفد المغربي المشارك في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، الذي تحتضنه العاصمة البرازيلية حاليا، كشفا بحرقة، في حديثين منفصلين لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن جرائم ارتكبت في حقهما طيلة سنوات على أيدي قادة البوليساريو، جرائم تقتضي من هؤلاء الخجل ثم الخجل من أنفسهم أولا قبل الحديث والدفاع عن حقوق الإنسان.

سعداني، الناشطة الحقوقية اليوم، قدمت نفسها في المنتدى ، وهي كذلك، ” كنموذج لآلاف الضحايا الذين ذاقوا التعذيب بمخيمات تندوف” ، بحيث أكدت غير ما مرة أن ” البوليساريو قتل وعذب المئات من الأشخاص ، ولا زال يخرق حقوق الإنسان في جميع الميادين، إنهم يتلاعبون بمعاناة الصحراويين ويبيعونها ويمارسون التغليط منذ 38 سنة بأمريكا اللاتينية وغيرها من مناطق العالم”.

سعداني ماء العينين، تحدثت عن الفرصة التي أتيحت لها ، ولم تتح لكثيرين من الصحراوين، للهروب من جحيم تندوف، غالبت دموعها كثيرا وهي تحاول سرد تفاصيل التعذيب النفسي والبدني الذي تعرضت له..” أنا أول إنسان يعذب أمام الملأ رفقة أمي وأبي ، وعمري لا يتجاوز أنذاك الخمس سنوات..تصور وقع ذلك على طفلة بهذا العمر لا تستوعب أي سبب لتعذيبها..أبشع أنواع التعذيب التي استمرت حتى بلوغي التاسعة”، حينما بدأ فصل جديد من المعاناة.
” تم ترحيلي قسرا إلى كوبا وأنا لم أكن أتجاوز العاشرة من عمري ، ولم أعد منها إلى المخيمات إلا بعد 17 سنة ، لأجد والدي قد فارق الحياة ، ووالدتي قد تمكنت من العودة إلى المغرب، بل وجدت من عذبني ووقف على تعذيب والدي ما يزال يشغل منصب وزير”، تضيف سعداني.

وخلال لقاء مناقشة حول “حقوق الإنسان والسلام” نظم ضمن أنشطة المنتدى المنعقد بالعاصمة البرازيلية، وطغت على نقاشاته القضية الفلسطينية، حاولت البوليساريو، وكعادتها، الركوب على هذه القضية ، حيث تدخل ممثل الانفصاليين بالبرازيل في محاولة لإقناع الحاضرين بتشابه لا يستقيم بين القضية الفلسطينية العادلة التي يدعمها المغرب، ملكا وشعبا، وبين النزاع المفتعل في الصحراء، وكل ذلك من أجل استدرار تعاطف مع قضية وهمية،وهنا تصدت مداخلات أفراد من الوفد المغربي المشارك في المنتدى للطروحات التي حاول الانفصاليون ترويجها.

ممثل الانفصاليين ردد كلاما بات مستهلكا يستند، كما العادة على الكذب والمغالطات، وتحدث عن كل شيئ باستثناء شيئ إسمه حقوق الإنسان بتندوف. ولأن البرازيليين والأمريكيين اللاتينيين عموما اعتادوا، في الغالب، سماع رواية واحدة عن النزاع، فإن صمتا مطبقا خيم على القاعة التي احتضنت اللقاء، بعدما بدأت سعداني شهادتها الصادمة كضيحة حقيقية لجلادين يقدمون أنفسهم اليوم كضحايا. سعداني تحدثت لغة الحقيقة والموضوعية عن وقائع جرت وتجري بمخيمات تندوف، وقائع صدمت الكثير من الحاضرين، الذين أبدوا عقب ذلك رغبة ملحة في سماع المزيد من تفاصيل هذه الوقائع..باختصار الرغبة في سماع رواية أخرى غير تلك التي ألفوا سماعها.

ورددت سعداني أمام الحاضرين أن ” البوليساريو ليست الممثل الشرعي للصحراويين” وأن ” مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب هو الحل الوحيد والأمثل لحل النزاع والقابل للتحقق” وأن “اليأس استبد بنفوس الصحراويين بتندوف جراء تشبت قادة البوليساريو بحل +اللاحل+” .

أما عبد الله لماني، الذي اختطف ذات صيف من سنة 1980 من طرف عناصر البوليساريو، وهو المدني البريئ الذي لم يكن يعرف عن العسكر والسلاح غير الإسم، وجد نفسه وراء قضبان سجن كبير إسمه تندوف ذاق داخله وشاهد، ولأزيد من 23 سنة، أبشع أصناف التعذيب، في حقه وفي حق المئات : التجويع والإهمال المفضي إلى الموت، وضع المحتجزين والمختطفين داخل عجلات كبيرة ودفعها لتتدحرج بعنف في منحدرات بغرض التعذيب، الضرب العشوائي بأسلاك كهربائية، الكي بالنار…وخروقات أخرى يندى لها الجبين.

عبد الله، الذي اختطف إلى جانب سبع مدنيين مغاربة آخرين بينما كانوا على متن حافلة في سفر بالمناطق الجنوبية للمملكة، قرب الحدود الجزائرية، تحدث وهو يغالب غصة الظلم في حلقه، عن الكثير من تفاصيل التعذيب الجسدي والنفسي الذي عانى منه ولا زال يعاني من تبعاته، وحمل ، أثناء حديثة لوكالة المغرب العربي للانباء ، المسؤولية الكاملة ،عما جرى ويجري من خروقات لحقوق الإنسان، للسلطات الجزائرية .

عبد الله لماني ، الذي ضحك ضحكا كالبكاء ردا على سؤال عن شعوره وهو يسمع قادة البوليساريو يتحدثون عن حقوق الإنسان، استطاع، بعد 22 سنة على اختطافه، أن يسرب كتابا ألفه خلسة داخل سجون البوليساريو، اختار له “الرعب” كعنوان مختصر ومعبر عن الفظاعات التي تعرض لها ويتعرض لها المحتجزون ، والتي قال إن الكثير منها لازال مستمرا في حق ساكنة تندوف إلى اليوم.

“أتحداهم ان يقبلوا زيارة لجنة دولية لتقصي الحقائق لتندوف”، لأن “هناك العديد من الأدلة الدامغة التي لايمكن أن تمحى عن هذه الفظاعات ، ويمكن للمختطفين المغاربة الذين نقلوا بين الكثير من السجون هناك تقديمها وتحديدها”، يقول عبد الله.

لكن، يبدو أن الجزائر، التي تنزعج من إيقاع تطور المغرب على المستوى الحقوقي ومن انفتاحه على الآليات والمؤسسات الحقوقية الدولية، ستواصل، بعيدا عن نبل حقوق الانسان، الانشغال بغسل أدمغة الصحراويين وإيهامهم بوجود قضية عادلة ” تناصرهم” من أجلها وإيهام الشعب الجزائري أيضا بوجود عدو له اسمه المغرب.

اقرأ أيضا

وزير الداخلية يترأس اجتماعا موسعا حول استعدادات مدينة الدار البيضاء لكأس العالم لكرة القدم 2030

الخميس, 4 يوليو, 2024 في 9:13

ترأس وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أمس الأربعاء بمقر ولاية جهة الدار البيضاء – سطات، اجتماعا موسعا خصص لتدارس تقدم استعدادات مدينة الدار البيضاء الخاصة بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030.

المغرب/الاتحاد الأوروبي .. التوقيع بالرباط على برنامج دعم التعليم العالي والبحث والابتكار والتنقل

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 21:40

تم، اليوم الأربعاء بالرباط، التوقيع بين المغرب والاتحاد الأوروبي على برنامج دعم التعليم العالي والبحث والابتكار والتنقل بغلاف مالي يبلغ 490 مليون درهم.

تدريس اللغة الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين محور يوم دراسي بالرباط

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 18:38

شكل “تدريس اللغة الأمازيغية في منظومة التربية والتكوين: جدلية التعميم والتجويد” موضوع يوم دراسي نظمته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، اليوم الأربعاء بالرباط.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية