آخر الأخبار
“إبحار في الزمن، على طريق الحرير” للفرقة المسرحية اللبنانية (كركلا)…الوجه الحضاري للشرق عبر الرقص

“إبحار في الزمن، على طريق الحرير” للفرقة المسرحية اللبنانية (كركلا)…الوجه الحضاري للشرق عبر الرقص

الخميس, 4 أغسطس, 2016 - 12:08

عبد الله البشواري

 بيروت-  لا يمكن اختصار تاريخ الفرقة المسرحية اللبنانية (كركلا) في عمل واحد، مثل “إبحار في الزمن… على طريق الحرير” الذي افتتحت به فعاليات مهرجان بعلبك الدولي (22 يوليوز الماضي الى غاية 28 غشت الجاري)، إلا ان هذا العمل المسرحي الراقص هو عمل مبهر في إبحاره في الشرق، بنهله من حضارات البلدان التي مرت منها هذه الطريق.

     ف(كركلا)، منذ أول عمل لها سنة 1972 ” اليوم، بكرى، مبارح”، وهي، كما يحلو لمؤسسها عبد الحليم كركلا أن يقول دائما، “تبحر في ذاكرة التاريخ والتراث للوقوف على المادة الفنية ذات الأبعاد الجمالية بحثا عن القيم الإنسانية …ولتقطف من شجرة الشمس ثمار النور ومن أساطير الزمن حكايات الأمس، ولتحط رحالها في مدن الحضارة…”.

   وورث عبد الحليم هذا العشق لأولاده إيفان، مخرج “إبحار في الزمن”، وأليسار التي سهرت على كوريغرافيا العمل، إذ اعتبر المخرج إيفان في دردشة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن النهل من حضارات طريق الحرير مقصود في هذه الفترة بالذات، لاسيما وأن العالم يتعرض لموجة من التطرف والإرهاب غير مسبوقة في التاريخ البشري.

  وبالرغم من أنه لا يحبذ إلجمع بين “طريق الحرير” و”إبحار في الزمن” في عنوان العمل حتى لا يقرأ بأنه إحالة على الرحالة ماركو بولو، فإنه يرى أن عمله يروم مد جسور من التواصل بين الشعوب، ولهذا تمت الاستعانة بفرقة راقصة من الصين، و14 راقصا من الهند، وموسيقيين وفنانين من إيران، بالإضافة إلى الفنانين والراقصين والممثلين اللبنانيين.

  بنظر إيفان، فإن فرقة كركلا التي سبق لها وأن تعاملت مع الفرقة المغربية الأسطورية “جيل جيلالة”، تسعى من خلال “إبحار في الزمن” مد الجسور بين الغرب والشرق، من أجل تغيير نظرة “المجتمع الغربي” للشرق، مهد الديانات والحضارات عبر إبراز وجهه الثقافي وزرع الحلم والتسامح، ولو عبر الرقص.

  وللرقص عند إيفان تعريف مختلف عن الفلكلور، بالرغم من أهميته للحفاظ على الهوية، حيث يرى أن الرقص شيء آخر يجمع بين الجسد والفكر والروح، أو بمعنى أصح فإن “الرقص يكون مرهونا بامتلاك أبجديات الجسد”.

  إيفان، الذي تظهر عليه آثار ثقل مسؤولية الحفاظ على الفرقة وعلى استمراريتها لا ينكر أن يكون العمل الضخم “إبحار في الزمن” الذي شارك فيه راقصون من الهند والصين وايران وإيطاليا ولبنان، والذي قدم على مدرجات “معبد باخوس” بالقلعة الأثرية ل”مدينة الشمس”، قد “أسره” لجمعه فسيفساء من الفنانين كانت مهمة دمجهم والتنسيق بينهم صعبة جدا.

  وهو يتحدث عن هذه الفسيفساء، فتح إيفان خزان ذاكرته ليعود الى سنوات خلت وبحنين ، ليحكي عن اشتغاله مع الفنان المغربي محمد الدرهم، متذكرا كم كان هذا الفنان وزملاؤه ب(جيل جيلالة) غيورين على التراث، و”هذا ليس بالغريب “- يقول إيفان- ما دام هؤلاء قادمون الى الساحة الفنية من المسرح لتتخطى أعمالهم المستوحاة من التراث الزمان والمكان، وتسافر محلقة عبر العالم.

  وقد سبق لمولاي الطاهر الأصبهاني أن حكى في أحد تصريحاته قصة تعامل (جيل جيلالة) مع الفرقة ، حيث أكد أنه تم توظيف مجموعة من أغاني المجموعة في عرض مسرحي لفرقة (كركلا) سنة 1994، منها “الكلام المرصع”، و “الدورة”، و”الحمد والشكر”، والتي أشرف آنذاك على توزيعها الموسيقي الموسيقار منصور الرحباني.

  من بعلبك “مدينة الشمس” انطلقت (كركلا) لتعانق العالمية وتقف، وهي الآن تضم أكثر من 100 راقص، على أهم مسارح العالم ك”فورد إديتوريوم” في لندن والشانزليزيه و”الأولمبياد” في باريس، حاملة هم التعريف بحضارات الشرق، منذ أن أسسها عبد الحليم كركلا سنة 1968.

  وستنطلق الفرقة، وفق إيفان، في جولة عالمية تقودها الى مسقط بعمان والى دار الأوبرا بالصين وكذا الى بريطانيا.

  وتعتبر الفرقة الآن “مؤسسة” فنية قائمة الذات، بالرغم من أنها فرقة عائلية بامتياز، إذ تمتلك الفرقة مسرحها الخاص، ومدرسة لتعليم فنون الاستعراض تضم أزيد من ألف طالب (من عمر خمس سنوات إلى فترة الشباب الأولى)، كما تمتلك محترفا خاصا بتصميم الأزياء.

ومن أعمال الفرقة ” كغرائب العجائب وعجائب الغرائب” ، و”حكاية كل زمان” ، و”حلم ليلة شرق” ، و”إليسار(أو عليسار) ملكة قرطاج”، و”ألفا ليلة وليلة”، و”كان يا مكان” (2012) الذي ما زالت تعرضه بلبنان وبعدد من البلدان العربية والأجنبية.

 

اقرأ أيضا

الدار البيضاء.. افتتاح المنتزه الترفيهي “بشار الخير” بتراب مقاطعة الحي المحمدي

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 13:38

افتتحت، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أبواب منتزه ترفيهي من الجيل الجديد تحت اسم “بشار الخير” ، كمتنفس ايكولوجي لفائدة ساكنة مقاطعة الحي المحمدي والمناطق المجاورة.

أولمبياد باريس 2024 (مصارعة) .. البطل أسامة أسد يطمح إلى تقديم أداء جيد

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 13:22

سيكون المصارع أسامة أسد بالتأكيد ممثل المغرب الوحيد في هذا التخصص الرياضي بالألعاب الأولمبية باريس 2024 (26 يوليوز – 11 غشت)، غير أنه عازم على تقديم أداء جيد وتشريف القميص الوطني في العرس الأولمبي.

بني ملال .. تسجيل 21 حالة وفاة لأشخاص غالبيتهم يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن نتيجة ارتفاع درجات الحرارة (المديرية الجهوية للصحة)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 13:14

أعلنت المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بجهة بني ملال خنيفرة، اليوم الخميس، أن المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال سجل، أمس الأربعاء، 21 حالة وفاة لأشخاص غالبيتهم يعانون من أمراض مزمنة وكبار السن، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.