خدمات مديرية الأرصاد الجوية الوطنية .. مدخل أساسي لتحقيق التنمية في ظل التغيرات المناخية

خدمات مديرية الأرصاد الجوية الوطنية .. مدخل أساسي لتحقيق التنمية في ظل التغيرات المناخية

الإثنين, 1 أغسطس, 2016 - 10:27

إعداد : عبد اللطيف الجعفري

 الدار البيضاء-  يتأكد، يوما بعد يوم، في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية تحدث كوارث جارفة، الدور الكبير الذي تضطلع به الأرصاد الجوية الوطنية، خاصة في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وتفادي الأضرار والخسائر التي قد تتسبب فيها الاضطرابات الجوية المحدثة للعواصف أو ارتفاع درجات الحرارة.

  وفي هذا الصدد تعد الخدمات والنشرات الجوية والإنذارية، التي توفرها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، جانبا مهما لا محيد عنه بالنسبة للعديد من القطاعات ذات الطابع الاقتصادي والتجاري والخدماتي، وذلك بالنظر لقيمة هذه النشرات واستغلالها في تفادي خسائر بشرية ومادية وضمان السير العادي للعديد من القطاعات.

  ويبرز هذا الجانب، بشكل واضح، خلال فصول الشتاء التي تعرف هطول أمطار غزيرة مصحوبة بسيول وفيضانات، وخلال فصول الصيف التي تشهد حرارة مرتفعة، كما يبرز من خلال النشرات التي تقدمها للعاملين في مجالات النقل الجوي والملاحة التجارية والصيد البحري والفلاحة.

  وتساهم هذه الخدمات، بشكل فعلي، في التقليل من انعكاسات التغيرات المناخية، وتفادي بعض الكوارث، وحماية الأشخاص والممتلكات، والرفع من مردودية ونجاعة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية.

  وتظل هذه الأدوار الطلائعية والخدمات التي تقوم بها الأرصاد الجوية، في جانب كبير منها، غير معروفة لدى عامة الناس، لأن الأمر لا يقتصر فقط على تقديم نشرات جوية تهم ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار، بل يتعدى ذلك إلى توفير بعض الخدمات التي تساهم في الدفع بعجلة التنمية الشاملة.

  ومن أجل توضيح هذه الأدوار والخدمات، أبرز السيد الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المهام الأساسية لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية تتمثل في المحافظة على الأشخاص والممتلكات عن طريق توفير خدمات القياس والملاحظة والتوقعات الجوية والسهر الرصدي والمناخي والبيئي.

  ونظرا لارتباط الطقس بالقطاعات السوسيو-اقتصادية وارتباطه به، يضيف السيد يوعابد، فإن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية تقدم خدمات لعدد كبير من القطاعات كالقطاعات العاملة في ميادين الملاحة الجوية (المطارات وشركات الطيران)، والملاحة البحرية (الصيد البحري واستغلال الموانئ)، ومصالح وزارة الداخلية (الوقاية المدنية)، والفلاحة والموارد المائية والبيئية، ووسائل الإعلام المكتوبة السمعية والبصرية والمؤسسات العمومية.

  وحسب السيد يوعابد فإن المعلومات التي تقدمها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية يتم أخذها بجدية في اتخاذ القرارات في الميدان الاقتصادي والاجتماعي، موضحا أنه تبعا للمعلومة الرصدية قد تضطر طائرة لتغيير مكان هبوطها، وقد تمنع البواخر من الاقتراب من الموانئ، وقد يضطر القطار إلى تخفيض سرعته.

  وتابع أنه بفضل المعلومة الرصدية، تتدخل الجهات المعنية بتطهير السائل في المدن من أجل تطهير البالوعات قبل هبوط الامطار، كما تواكب المعلومة الرصدية منتجي الأفلام في برمجة مواقيت التصوير، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن المديرية تقدم نشرات خاصة ملائمة لكل متطلبات المستعملين في إطار شراكات ثنائية.

  وبشأن مجال التغيرات المناخية، أشار إلى أن المغرب يعد رائدا في مجال التغيرات المناخية، سواء على الصعيد الوطني أو القاري، كما يحتل مكانة جد متقدمة على الصعيد العالمي، مبرزا أن الوعي بالمخاطر والتهديدات التي يواجهها المغرب دفعته إلى إيلاء اهتمام خاص لمقاربة التغير المناخي في مختلف أبعادها البيئية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإنسانية، وذلك من أجل البحث في سبل التكيف ومواجهة هذه المعضلة والتوصل إلى حلول مستدامة ومقبولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

  وقال إنه من خلال مديرية الأرصاد الجوية الوطنية تمكن المغرب من تغطية الجوانب العلمية المتعلقة بتغير المناخ، سواء من حيث الرصد والتتبع المتواصل أو الدراسات والتحاليل المتعلقة بتغير المناخ بالمغرب، إضافة إلى تواصل ومواكبة القطاعات التي تتأثر بتغير المناخ.

  ومن مؤشرات تقدم المغرب في مجال التغيرات المناخية هو تواجد كفاءات المديرية على صعيد الدولي والجهوي، ومساهمتها في إنجاز دراسات تعدت المغرب إلى شمال إفريقيا في إطار مشاريع لمؤسسات دولية كالبنك الدولي.

  وحسب السيد يوعابد فإن المديرية، العضو في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومجموعة خبراء تغير المناخ، تعمل جاهدة على تعزيز وتطوير قدراتها وكفاءتها وتنمية معارفها لمواجهة التحديات المناخية الجديدة المتمثلة في تواتر حدة الظواهر الجوية القصوى والكوارث الطبيعية المتصلة بها.

  وبخصوص وسائل الرصد الجوي ومراقبة الطقس، فإن المديرية تقوم بالرصد الجوي ومراقبة الطقس عبر المملكة بواسطة 44 محطات سينوبتيكية مزودة بموارد بشرية ذات كفاءة عالية، وبالآليات الضرورية، و156 محطة رصد آلية اوتوماتكية، وأزيد من 500 محطات مناخية منها 432 جهاز لقياس الأمطار، بالإضافة إلى 5 محطات بحرية، و29 محطة ثابتة، ومختبرين متنقلين لقياس جودة الهواء تتولى تسجيل بيانات الأرصاد الجوية التي توجه إلى مقر المديرية بالدار البيضاء، حيث يتم تجميع هذه البيانات وتحليلها وإعداد التقارير الخاصة بها.

  وأشار أيضا إلى أن المديرية تتوفر على آليات حديثة و متطورة للاستشعار عن بعد، منها سبع رادارات لمراقبة الطقس وتتبع نشاط السحب والعواصف الرعدية، بالإضافة لشبكة لرصد الصواعق، ومحطات قياس عناصر الأرصاد الجوية المختلفة في طبقات الجو العليا.

  وتستخدم كل هذه البيانات في إنتاج خرائط للحالة الآنية للغلاف الجوي وكذا الحالات المستقبلية المتوقعة باستعمال نماذج عددية، حيث تبنى التنبؤات الجوية القصيرة ومتوسطة المدى على أساس هذه النماذج والبيانات، وذلك باستعمال حواسيب متطورة تصل قدرتها الحسابية لأكتر من 8300 مليار عملية في الثانية، والتي تعد الأكثر تطورا على مستوى العالم العربي والإفريقي.

  وفي معرض تطرقه لنظام الإنذار، قال إنه بالنظر للتحديات الجديدة التي أصبح يواجهها المغرب كسائر بلدان العالم بسبب التغيرات المناخية وارتفاع وتيرة وحدة الظواهر القصوى، وأمام الاهتمام المتزايد للمواطنين وكذا المشرفين على كل القطاعات الحيوية بتتبع أحوال الطقس والتفاعل مع المعلومات المناخية، عملت مديرية الارصاد الجوية الوطنية على تطوير نظام الانذار الرصدي وجودة التنبؤات الرصدية.

  وأشار إلى أن هذا النظام يهدف إلى السبق في اتخاذ التدابير اللازمة خلال الحالات الجوية الخطيرة لإعطاء المسؤولين والجهات المعنية بالأمر الوقت الكافي للتدخل.

 وتهم النشرات الإنذارية الأمطار القوية٬ والرياح العاصفة٬ والأمواج العاتية أو السقوط الكثيف للثلوج أو موجات برد أو الحر .

 وإذا كانت المديرية تضطلع بهذه الأدوار المهمة، فإن تزايد مخاطر التغيرات المناخية يضع على كاهل المديرية مهاما إضافية وتحديات لها علاقة بالمناخ والتنمية.

اقرأ أيضا

السياحة المغربية.. إطار تحفيزي وإشارات قوية للمستثمرين (وزارة)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 15:58

أفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأن المغرب وضع عدة تدابير تحفيزية جذابة للرفع من جاذبية الاستثمار في الإيواء والترفيه السياحيين، مما يوفر فرصا استثمارية لا مثيل لها.

مجلس النواب يختتم الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 14:45

اختتم مجلس النواب، اليوم الخميس، الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024 للولاية التشريعية الحادية عشرة (2021-2026).

التغيرات المناخية.. المغرب قادر على تقديم أجوبة مبتكرة (السيدة بنعلي)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 14:40

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب قادر على تقديم أجوبة مبتكرة في إطار الجهود العالمية لمواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية.