عيد العرش: سفارات المملكة بغرب إفريقيا تنظم حفلات استقبال احتفاء بالمناسبة السعيدة

دكار- بمناسبة الذكرى ال17 لاعتلاء جلالة الملك على العرش، نظمت سفارات المملكة بعواصم غرب إفريقيا، يوم  السبت، حفلات استقبال احتفاء بالحدث السعيد.

وفي دكار، نظم سفير المملكة، طالب برادة، حفل استقبال حضره ممثلو السلك الدبلوماسي ومسؤولون سنغاليون رفيعو المستوى، وعلى رأسهم وزير التربية الوطنية، سيرين امباي ثيام، الذي مثل الرئيس ماكي سال، وكذا شخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبون وأعيان وباحثون وجامعيون.

كما حضر الحفل أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالسنغال، وممثلو مؤسسات وهيئات مغربية بهذا البلد غرب الإفريقي، وممثلو منظمات دولية وإقليمية، وشخصيات أخرى.

وفي كلمة بالمناسبة، أبرز السيد برادة جودة العلاقات العريقة القائمة بين المغرب والسنغال، مشيرا في هذا الصدد إلى تصريحات الرئيس السنغالي مؤخرا لوسائل الإعلام، والتي أكد فيها عمق العلاقات وروابط الصداقة والأخوة بين البلدين.

وقال السيد برادة إن إفريقيا أصبحت بمثابة أولوية للسياسة الخارجية والعمل الدولي للمغرب، مؤكدا أن سياسة الانفتاح هذه تعد ثمرة رؤية متبصرة لجلالة الملك محمد السادس تتمحور حول التنمية المشتركة والتنمية البشرية.

كما أشار الدبلوماسي المغربي إلى حدثين كبيرين ميزا العلاقات المغربية الإفريقية خلال السنة الجارية، وهما تنصيب المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بفاس، وقرار المملكة العودة للأسرة المؤسسية الإفريقية.

وذكر بأن دور مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة يتمثل في نشر المعرفة الصحيحة بمبادئ وقيم الإسلام الوسطي، باعتباره بديلا ومقاربة لمكافحة الجهل والظلامية اللذين يشكلان غالبا منبعا للتطرف والعنف.

وبخصوص قرار المملكة العودة للأسرة المؤسسية الإفريقية، الذي أعلن عنه جلالة الملك في رسالة موجهة لقمة الاتحاد الإفريقي بكيغالي، قال السيد برادة إنه من خلال هذه العودة، يعتزم المغرب مواصلة التزامه بخدمة إفريقيا.

كما أورد مقتطفا من الخطاب السامي لجلالة الملك بمناسبة عيد العرش، أكد فيه جلالته أن “هذا القرار لا يعني أبدا، تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة، أو الاعتراف بكيان وهمي، يفتقد لأبسط مقومات السيادة، تم إقحامه في منظمة الوحدة الإفريقية، في خرق سافر لميثاقها”.

وفي باماكو، جرى حفل الاستقبال الذي نظمه سفير المغرب في مالي، السيد حسن الناصري، بحضور عشر وزراء ماليين يقودهم وزير ماليي المهجر، عبد الرحمان سيلا. 

كما تميز الحفل الذي مر في أجواء حارة وأخوية في مستوى العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين، بحضور العديد من الشخصيات البارزة ، ومن ضمنها الرئيس المالي الاسبق، ديونكوندا طراوري، ووزراء أولون سابقون، ورؤساء مؤسسات وطنية ومنظمات دولية والسلك الدبلوماسي المعتمد بباماكو.

وفي كلمة بالمناسبة، ذكر السيد الناصري برمزية الاحتفال بعيد العرش، مستعرضا المنجزات الرئيسية التي تحققت من قبل المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس.

وعلى مستوى السياسة الخارجية، استعرض السفير آخر التطورات المتعلقة بقرار المغرب العودة للاتحاد الإفريقي وتنظيم “كوب 22”.

وقال إن عودة المغرب للأسرة المؤسسية الإفريقية التي جاءت استجابة لطلب ملح من حلفائه وأصدقائه، لا يمكن إلا أن تعزز وحدة القارة والتنسيق بين مختلف الفاعلين المؤسساتيين الأفارقة.

وفي ما يتعلق ب(كوب 22)، أشار السيد الناصري إلى أن هذا الحدث الدبلوماسي الكبير يستجيب لتطلعات إفريقيا والعالم للتنمية المستدامة.

من جهته، أشاد وزير ماليي المهجر، بهذه المناسبة، بالانخراط الراسخ للمغرب إلى جانب مالي منذ بدء الأزمة سنة 2012، مبرزا جودة العلاقات بين البلدين والتعاون الثنائي الذي عرف زخما مهما بفضل الزيارتين الملكيتين لمالي واللتين تم خلالهما التوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة.

وفي بوركينا فاسو، نظمت سفارة المغرب بهذا البلد حفلا كبيرا بوغادوغو شارك فيه ممثلون عن الحكومة البوركينابية والسلك الدبلوماسي وأفراد من الجالية المغربية وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية.

وأبرز سفير المملكة في بوركينافاسو، السيد فرحات بوعزة، بالمناسبة، الدلالات العميقة للاحتفاء بعيد العرش الذي يشكل مناسبة للشعب المغربي لتجديد التأكيد على تشبثه بالعرش العلوي المجيد، وكذا لاستعراض حصيلة المنجزات المحققة من طرف المغرب في العديد من المجالات ورصد آفاق المرحلة المقبلة.

 كما أكد السيد فرحات متانة العلاقات بين المغرب وبوركينافاسو، المدعوة لأن تشهد زخما جديدا في المستقبل، مشيرا في هذا الصدد إلى انعقاد اللجنة المختلطة للتعاون المغربي البوركينابي قريبا في المغرب.

وأشار السفير المغربي أيضا إلى الأهمية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للتعاون جنوب-جنوب، وللرسالة السامية التي وجهها جلالته للقمة الإفريقية الأخيرة بكيغالي والتي أعلن فيها عودة المغرب للأسرة المؤسسية الإفريقية.