آخر الأخبار
تأهيل النسيج العتيق لمدينة فاس .. مجهود كبير لصيانة الطابع الحضاري لهذه المعالم وإدماجها ضمن مكونات التنمية المحلية

تأهيل النسيج العتيق لمدينة فاس .. مجهود كبير لصيانة الطابع الحضاري لهذه المعالم وإدماجها ضمن مكونات التنمية المحلية

الثلاثاء, 26 يوليو, 2016 - 10:33

   فاس – شكلت 2016 بامتياز، سنة رد الاعتبار وتأهيل النسيج العمراني العتيق بمدينة فاس من خلال عمليات ترميم واسعة خضعت لها مجمل المعالم التاريخية والمواقع الحضارية التي تزخر بها المدينة العتيقة للعاصمة العملية والروحية للمملكة، والتي مكنت هذه الفضاءات بعد انتهاء عمليات الترميم الواسعة من المحافظة على طابعها التاريخي والحضاري مع إدماجها ضمن مكونات وآليات دعم التنمية المحلية.

   واعتمدت عمليات ترميم ورد الاعتبار وإعادة تأهيل هذه المآثر التاريخية ومختلف مكونات النسيج العتيق بالمدينة القديمة، التي حظيت بعناية خاصة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس وهمت 26 مشروعا، مقاربة طموحة استهدفت إيجاد التوازن بين رد الاعتبار للموروث التاريخي والمحافظة عليه من جهة، واحترام المتطلبات العصرية لتأهيل هذه الفضاءات واستغلالها من جهة اخرى.

   وتعكس عمليات الترميم الواسعة، التي خضعت لها هذه المآثر التاريخية والحضارية التي تزخر بها المدينة العتيقة لفاس، الإرادة القوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل صيانة والمحافظة على الطابع التاريخي والحضاري لهذه المدينة العريقة المصنفة من طرف منظمة (اليونسكو) ضمن التراث العالمي الإنساني، وكذا انخراط والتزام مختلف الشركاء سواء على الصعيدين المحلي والجهوي أو على الصعيد المركزي من أجل إنجاح هذا الورش الكبير.

    وتندرج عمليات ترميم وصيانة هذه المواقع والفضاءات التاريخية والحضارية في إطار برنامج ترميم المعالم التاريخية بالمدينة العتيقة لفاس الذي أشرف على إعطاء انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال شهر مارس من سنة 2013 وتكلفت بإنجازه وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس.

   وهم برنامج ترميم المعالم التاريخية وكذا برنامج معالجة البناء المهدد بالانهيار بالنسيج التاريخي لمدينة فاس، الذي خصص لهما غلاف مالي يفوق 615 مليون درهم والذي يمتد على مدى خمس سنوات (2013 /2018) ترميم 27 من المعالم والمآثر الحضارية والمواقع التاريخية المبثوثة بالمدينة العتيقة داخل الأسوار، بالإضافة إلى معالجة التدهور الذي طال حوالي 4000 بناية مهددة بالانهيار، من بينها 1729 كانت توجد في مراحل متقدمة من التدهور والتردي، بالإضافة إلى ترميم مجموعة من المدابغ التقليدية والقناطر والفنادق والمدارس العتيقة يعود تاريخ بنائها إلى القرنين 13 و 14.

   وبانتهاء عمليات الترميم الواسعة وإعادة التأهيل التي خضعت لها مختلف المعالم التاريخية والمآثر الحضارية، وكذا بعض مكونات النسيج العمراني العتيق والتي أشرف جلالة الملك على تدشينها خلال شهر يونيو الماضي تكون المدينة العتيقة لفاس قد استعادت توهجها وإشعاعها كحاضرة احتضنت على مر التاريخ موروثا ثقافيا وحضاريا غنيا ومتنوعا شكل ولا يزال أحد مكونات الهوية المغربية الأصيلة.

     وارتكزت العمليات الواسعة لترميم وإعادة تأهيل هذه المواقع التاريخية والمآثر الحضارية والمعمارية التي تكفلت بالإشراف على إنجازها وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس على مقاربة طموحة استهدفت إيجاد التوازن بين رد الاعتبار للموروث التاريخي والمحافظة عليه من جهة، واحترام المتطلبات العصرية لتأهيل هذه الفضاءات واستغلالها من جهة أخرى.

    وشمل هذا البرنامج مجموعة من الفضاءات التاريخية والمواقع المعمارية والحضارية منها مدرسة السباعيين التي تم بناؤها في القرن 14 من طرف السلطان أبو الحسن المريني، ثم مدرسة الصفارين التي تم بناؤها سنة 1276 ميلادية (675 هـ ) من طرف السلطان أبو يوسف يعقوب، بالإضافة إلى مدرسة الصهريج التي شيدت في القرن 14 من طرف السلطان أبو الحسن المريني.

   كما همت عمليات الترميم وإعادة التأهيل المدرسة المصباحية التي بنيت شمال جامع القرويين من طرف السلطان أبي الحسن المريني سنة 1347، وكذا المدرسة المحمدية (أواخر القرن 13) وقام بتجديدها جلالة المغفور له محمد الخامس في القرن ال20 ، بالإضافة إلى مجموعة من القناطر كالخراشفيين التي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن العاشر من طرف الأمير الزناتي دوناس، وكذا قنطرة الطرافين التي يرجع تاريخ تشييدها إلى القرن 11.

   وإلى جانب هذه الفضاءات والمعالم التاريخية، التي تعكس غنى وتنوع الموروث التاريخي والحضاري للمغرب، تم ترميم وإعادة تأهيل أسوار الفضاء التاريخي (باب الماكنية) الذي تم بناؤه خلال القرن 14 ثم جنان الدرادر (القرن 12) وبرج الكوكب (القرن 14) وبرج سيدي بونافع وبوطويل اللذين يرجع تاريخ بنائهما إلى العهد السعدي (القرن 16).

    وفضلا عن رد الاعتبار وإعادة تأهيل هذا الموروث التاريخي والحضاري، فقد تم الانتهاء من أشغال ترميم مجموعة من الفضاءات العريقة التي تختزل غنى وتنوع فن المعمار المغربي كفندق عشيش الذي يعود تاريخ بنائه إلى العصر السعدي (القرن 16) وفندق القطانين (القرن 19 في عهد السلطان الحسن الأول ) وفندق الصاغة (القرن 18 )، بالإضافة إلى مدابغ عين أزليتن وسيدي موسى التي تشير بعض المصادر التاريخية إلى أنهما يعودان إلى عصر الأدارسة (القرن 9 )، ثم مدبغة شوارة التي ترجع للعصر السعدي (القرن 16 ) .

     وموازاة مع هذه المجهودات تضمن هذا البرنامج إعادة تأهيل سوق الصباغين الذي يرجع تاريخ نشأته حسب المؤرخين إلى العصر الزناتي ( القرن 10 ) والذي أعاد بناءه السلطان المريني أبو سعيد عثمان سنة 1325 بعد أن ضربته الفيضانات التي عرفتها المدينة خلال تلك الفترة .

   وإلى جانب عمليات صيانة وإعادة تأهيل هذه المعالم التاريخية التي تم تنفيذها وفق مقاربة علمية تعتمد أحدث التقنيات والمعدات المستعملة في مجال ترميم وإعادة تأهيل المواقع الحضارية والمآثر العمرانية، استفادت عدة فضاءات تاريخية أخرى من عمليات ترميم واسعة منها برج النفارة ودار المؤقت التي يعود تاريخ بنائها إلى العهد المريني زمن السلطان أبو عنان ثم دار الضمانة ودار الأزرق التي يعود تاريخ بنائهما إلى القرنين 14 و15 ثم وكالة بنك المغرب (القرن 20) ومكتبة القرويين وضريح سيدي حرازم (القرن 12) وحمام بن عباد ( القرن 14 ) وغيرها من الفضاءات الأخرى.

   وموازاة مع ذلك تم تأهيل وترميم وتجديد مجموعة من الدروب والأزقة بعدة حومات بالمدينة العتيقة، كبوجلود والطالعة الصغيرة والصفاح بالإضافة إلى العطارين والديوان والشماعين والسبيطريين وباب السلسلة والخراشفيين والنخالين والحدادين واللمطيين وغيرها.

   وشهدت مختلف هذه المناطق والدروب في إطار هذا البرنامج، عمليات ترميم واسعة استهدفت صيانة هذا النسيج العمراني وتجديده مع ضمان استمرارية الوظائف التي كان ولا يزال يؤديها حيث تم على طول هذا المسار الذي يتردد عليه بكثرة السياح وزوار المدينة إقامة ازيد من 254 سقيفة تقليدية بمختلف المحلات التجارية التي تتواجد بهذه الحومات والأحياء، بالإضافة إلى استبدال أزيد من 80 من الأبواب الحديدية بأبواب مصنوعة من خشب الأرز مع تجديد حوالي 155 من أبواب المنازل والمحلات التجارية.

    كما تمت تغطية العديد من الأزقة والدروب بسقيفات بديعة مصنوعة من الخشب بهدف تكثيف الظلال بمختلف المسارات لوقاية السياح والزوار خاصة في الفترات التي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة ولإعطاء جمالية ورونق جديدين لهذه الدروب والحارات.

   ومن جهة أخرى، فإن عمليات الترميم وإعادة التأهيل الشاملة التي خضعت لها المدابغ الثلاث التي تتواجد بالمدينة العتيقة لفاس وهي عين أزليتن وسيدي موسى ثم شوارة قد انتهت جميعها واستعادت هذه المدابغ نشاطها الطبيعي ودخلت بالتالي الخدمة وعاد إليها الحرفيون والصناع التقليديون الذين يمارسون مهنهم في ظروف ملائمة.

   كما استعاد العديد من الصناع التقليديين والتجار محلاتهم التجارية التي استفادت بدورها من عمليات تجديد وإعادة تأهيل في إطار برنامج ترميم المعالم التاريخية والحضارية التي تتوفر عليها المدينة العتيقة لفاس، خاصة تلك المتواجدة بمحيط فضاءات تاريخية عريقة كسوق الصباغين والقطانين وغيرها.

   ومن شأن عمليات الترميم والتجديد التي خضعت لها مختلف الدروب والأزقة بالمدينة العتيقة والتي أشرفت على إنجازها وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس أن تساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة، وكذا تحسين شروط عمل الصناع التقليديين والتجار الذين لا يزالون يشتغلون في هذه الفضاءات مع تفعيل الحركية الاقتصادية وتثمين المحيط والفضاءات المجاورة للمعالم التاريخية والحضارية العريقة التي تتواجد بالمدينة العتيقة لفاس.

 

اقرأ أيضا

مجلس المستشارين يختتم الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023 – 2024

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 13:55

اختتم مجلس المستشارين، اليوم الخميس، الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024، وذلك خلال جلسة عامة ترأسها النعم ميارة، رئيس المجلس.

الدار البيضاء.. افتتاح المنتزه الترفيهي “بشار الخير” بتراب مقاطعة الحي المحمدي

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 13:38

افتتحت، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، أبواب منتزه ترفيهي من الجيل الجديد تحت اسم “بشار الخير” ، كمتنفس ايكولوجي لفائدة ساكنة مقاطعة الحي المحمدي والمناطق المجاورة.

أولمبياد باريس 2024 (مصارعة) .. البطل أسامة أسد يطمح إلى تقديم أداء جيد

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 13:22

سيكون المصارع أسامة أسد بالتأكيد ممثل المغرب الوحيد في هذا التخصص الرياضي بالألعاب الأولمبية باريس 2024 (26 يوليوز – 11 غشت)، غير أنه عازم على تقديم أداء جيد وتشريف القميص الوطني في العرس الأولمبي.