آخر الأخبار
النهوض بالعلاقات الثقافية مع البلدان الإفريقية.. انشغال أساسي للمغرب

النهوض بالعلاقات الثقافية مع البلدان الإفريقية.. انشغال أساسي للمغرب

الإثنين, 25 يوليو, 2016 - 13:03

بقلم: عز الدين القاضي

  واغادوغو-  يضع المغرب، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، النهوض بالعلاقات الثقافية مع البلدان الإفريقية، ضمن انشغالاته الأساسية.

  وتعكس شتى الأعمال والمبادرات على هذا الصعيد التي يقوم بها المغرب، بلد التسامح والتعايش بين الديانات والثقافات، مدى الاهتمام الذي يوليه لهذا الجانب من التعاون.

  وتندرج هذه المبادرات المحمودة في سياق التوجه الاستراتيجي لصاحب الجلالة، والرامي إلى الارتقاء بعلاقات التعاون السياسي والاقتصادي التي تجمع بين المغرب وعدد من الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة، إلى مستوى الشراكة المتضامنة والفعالة على مختلف الأصعدة.

  وكان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أكد أن التوجه الإفريقي في سياسة صاحب الجلالة يعتبر توجها متعدد الأبعاد، يستمد تميزه من الأواصر الجغرافية والروابط التاريخية والأسانيد العلمية.

  وأوضح الوزير، في الكلمة التي ألقاها بين يدي صاحب الجلالة، خلال حفل تنصيب أعضاء المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، في يونيو الماضي بفاس، أن التوجه الإفريقي لسياسة جلالة الملك “لا تمليه سياسة تعاونية عادية عابرة، تنحصر في مبادلة البضائع والمصالح، بل هو توجه متعدد الأبعاد يستمد تميزه من الأواصر الجغرافية والروابط التاريخية والأسانيد العلمية والمسالك الروحية والاشتراك بين المغرب وعدد من بلدان إفريقيا في الثوابت الدينية والعقدية والمذهبية”.

  وأشار إلى أن العديد من مشاريع الشراكة الاقتصادية التي أطلقها جلالة الملك في المدة الأخيرة، مع بلدان في جنوبي الصحراء، تقترن في أذهان أهل تلك البلدان برصيد المغرب الديني والعلمي والروحي المشترك.

  وقال إن آفاق مستقبل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، كما خطط لها جلالة الملك من خلال أهدافها في الظهير الشريف، ستتبلور في شراكة في الخبرة بين علماء المغرب وعلماء البلدان الإفريقية الراغبين في ذلك، وبالقدر المتاح لهم سياقا وقانونا، من أجل مقاربة شمولية لقيام الدين، بحمايته وتنمية خدماته.

  ولا يتعلق إحداث هذه الهيئة بظرف خاص، كما أنه ليس وليد مستجد طارئ أو عرضي، بل هو بالأحرى عمل في العمق يستمد طاقته من موروث غني تمت مراكمته على مستوى العلاقات القائمة بين المملكة المغربية مع نحو ثلاثين من البلدان الإفريقية.

 وتندرج هذه المبادرة في إطار الاستمرارية والتراكم التاريخي، والتعهد المتجدد في ممارسة المسؤولية السامية التي يتحملها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، ولاسيما في جانب حماية الملة والدين المنوطة بإمارة المؤمنين.

  ويأتي إحداث هذه المؤسسة لتتويج مجموعة من الأعمال التي باشرها جلالة الملك والتي تؤكد على الالتزام الموصول لأمير المؤمنين من أجل النهوض بقيم الإسلام السمحة، لاسيما بناء المساجد بعدد من الدول الإفريقية، والحضور المنتظم للعلماء الأفارقة في الدروس الحسنية الرمضانية، وإحداث رابطة علماء المغرب والسنغال، وإحداث معهد الدراسات الإفريقية، وتنظيم ندوات حول الطرق الصوفية، والهبات من المصحف الشريف لورش عن نافع الممنوحة لعدد من الدول الإفريقية.

  وتجمع هذه المؤسسة بين علماء أفارقة ومغاربة، قياما بواجب الدعوة إلى الله تبارك وتعالى اقتداء بالسلف الأول الذين نشروا الإسلام بصفائه ونقائه في ربوع القارة السمراء، وذلك بالأخلاق الفاضلة والقيم التي جاء الإسلام لنشرها لإسعاد البشرية جمعاء.

  وستساهم المؤسسة، لا محالة، في توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بالمغرب وباقي الدول الإفريقية، خدمة للإسلام، وخاصة عبر التعريف بقيمه السمحة وإشاعتها وتعزيزها، وتشجيع الأبحاث والدراسات في مجال الفكر والثقافة الإسلاميين.

  وفي سياق تعاون المغرب مع البلدان الإفريقية الصديقة في المجال الديني، أيضا، يجدر التذكير بالدور الهام الذي يقوم به معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي دشنه جلالة الملك في مارس 2015.

  ويكرس هذا المشروع الرائد الإشعاع الديني للمملكة وتشبثها بقيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

  وعلاوة على دوره في الحفاظ على السكينة الروحية للمغاربة ووحدة المذهب المالكي، يواكب المعهد المملكة في شراكتها مع البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة، خاصة بعد قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، تلبية الطلبات المتعلقة بإجراء تكوين بالمغرب لفائدة أئمة ووعاظ منحدرين من بلدان إفريقية، مثل تونس، ومالي، وغينيا كوناكري، وكوت ديفوار، وكذا طلبات واردة من بلدان أوروبية.

  لقد انتشر الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء بواسطة المملكة التي تقيم علاقات ثقافية قوية جدا مع بلدان هذه المنطقة. وبكل تأكيد، ستمكن مختلف المبادرات التي أنجزها المغرب خلال السنوات الأخيرة من تعزيز هذه الروابط أكثر.

اقرأ أيضا

لحظة تاريخية للصويرة “التي يمكن أن تتحدث أخيرا بمليارات الدراهم” (السيد أزولاي)

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 21:29

أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، في كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء بالصويرة، بصفته الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أن “مدينة الرياح تخطت عتبة تاريخية في 23 يوليوز 2024، مع يومها للمستثمر، الذي يعد محطة فارقة في المسار الطويل الذي استهله الصويريون سنة 1991”.

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.