حضور مرموق خلال استضافة المنتدى الثقافي لوكالة المغرب العربي للانباء للمفكر محمد سبيلا

 الرباط- لم يبلغ المنتدى الثقافي لوكالة المغرب العربي للانباء في تنفيذ أجندة أنشطته الثقافية سوى لقاءه السادس في ستة أشهر، لكن النجاح كان حليفه بامتياز، في ما سجله، مساء أمس الخميس، من حضور مرموق خلال جلسة تكريم المفكر المغربي محمد سبيلا.

     وعلى غرار أمسياته الأولى، التأمت في المنتدى حول الفيلسوف والمفكر الكبير محمد سبيلا، بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط، وجوه بارزة من عوالم الأدب والثقافة والإعلام والسياسة، أتت لتتقاسم وتتبادل مع هذا المفكر الرؤى حول رهانات “الحداثة” التي تعتبر قضية مركزية في مجهوده الفلسفي.

   ولعله من نافلة القول، التذكير بأن منجزه الفلسفي حول مسألة الحداثة، باعتبارها مفهوما مفصليا في تحولات وانعطافات الفكر والإبداع الإنسانيين، كان من الأهمية والتميز الذي لا يمكن معه المرور دون وقفة تأمل واعتبار .   

    وضمن هذه الثلة المتميزة، حضر هذا اللقاء من عالم السياسة، على الخصوص، رئيس مجلس النواب سابقا عبد الواحد الراضي، ورئيس مجلس المستشارين السابق محمد الشيخ بيد الله، وعضو مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية مولاي إسماعيل العلوي، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، سعد الدين العثماني، والأمين العام سابقا لحزب الأصالة والمعاصرة والنائب البرلماني سابقا، والذي هو أيضا أستاذ الفلسفة وصحفي، حسن بنعدي.

   وإلى جانب مداخلة السيد سبيلا في إطار هذا اللقاء، الذي تمحور حول “مسألة الحداثة .. المدارات والمآلات”، تخللت النقاش شهادات لادريس كثير ومحمد الشيكر، وهما باحثان في مجال الجمالية، ومحمد المنصوري الإدريسي، رئيس جمعية الفن التشكيلي، فيما تابعت، وبنفس الاهتمام مجريات هذا النقاش، وجوه أخرى لها تميزها في الساحة الثقافية والإعلامية.

  ويتعلق الأمر، على الخصوص، بالصحفي والناشر محمد برادة، رئيس جمعية “أصدقاء غوتنبرغ المغرب”، والمفكر والباحث محمد الواقيدي، ونور الدين أفاية، رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب بالرباط، وعبد الغني أبو العزم الذي ألف معجما هاما في اللغة العربية.

   وشكل اللقاء بالخصوص مناسبة لإبراز الفترة الطويلة التي كرسها المفكر محمد سبيلا خلال حياته المهنية والأكاديمية، منذ نهاية سنوات الستينات والى اليوم، في البحث عن المفاهيم الملائمة التي تلخص “أزماتنا ووضعنا الفكري والمجتمعي”، وفي تدقيق وتحديد المفاهيم الكفيلة بالتعبير  عن “إشكالياتنا، وصعوباتنا، وتقريبنا أكثر من الأعمال الفلسفية والفكرية، وذلك لمساعدتنا على إحاطة أفضل بالإشكاليات والاختلالات”.

   وتقترح وكالة المغرب العربي للأنباء، وهي مؤسسة إعلامية وطنية تقوم بمهام المرفق العمومي، تنظيم لقاءات ثقافية بشكل دوري على أمل إسماع أصوات المثقفين والفنانين لدى الجمهور الواسع.

  ويتعلق الأمر، أيضا، بالنسبة لوكالة المغرب العربي للأنباء، بتوفير فضاء للنقاشات والمبادلات بين الفنانين، ونقاد فنيين وضيوف مهتمين بالقضايا الثقافية والفنية، والتي تعكس الانفتاح الكبير والحوار  الذي يعرفه المغرب منذ أزيد من 15 سنة في مختلف المجالات.