كريم العلمي وأمل بلقاضي، نموذج مشرق لمقاولين شباب وظفوا العلم في خدمة البيئة

كريم العلمي وأمل بلقاضي، نموذج مشرق لمقاولين شباب وظفوا العلم في خدمة البيئة

الثلاثاء, 28 يونيو, 2016 - 11:48

(إعداد .. فاطمة رفوق)

   الدار البيضاء – كثيرة هي المشاريع البيئية التي أطلقها شباب مغاربة داخل وخارج أرض الوطن بعد إنهاء دراساتهم العليا في تخصصات تتصل بالعلوم البيئية بجامعات مغربية ودولية، مشاريع ذات قيمة عالية في مجال حماية البيئة والحفاظ على سلامتها.

   كريم العلمي وأمل بلقاضي نموذج ناجح من المقاولين الشباب الذين يعيشون في بلاد المهجر ويمثلون فخرا لبلدهم الأم، المغرب. استطاعا أن يسيرا بخطى حثيثة وواثقة، وبعزم ثابت نحو تحقيق طموحهما خدمة للبيئة والإنسان.

   تمكن كريم، الحائز على دبلوم مدرسة البوليتكنيك في تخصص الطاقة من جامعة بيركيلي بكاليفورنيا، والذي يفخر باستقباله من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في فبراير الماضي، باعتباره أحد عناصر الفوج الأول للمباراة الدولية “فرانش تيك تيكيت” (مخصصة لاكتشاف الشباب المنشئ للمقاولات في فرنسا)، من إحداث مقاولة تعنى بتطوير طبقة البرمجيات بشكل يتيح التحكم الذكي والرشيد في الأنظمة الطاقية، مع الجمع بين إنتاج الألواح الضوئية وتخزين الطاقة في إطار الاستهلاك الذاتي الجزئي أو الشمولي.

   اختار كريم في ربيعه الخامس والعشرين، أن يوظف، رفقة شريك له في المقاولة، علمه ومداركه في مجال الاستهلاك الطاقي خدمة للبلدان السائرة في طريق النمو، الراغبة في الاستفادة من توريدات كهربائية ناجعة، محلية وملائمة لحاجياتها في إطار استهلاك ذاتي جزئي، لكن بكلفة متحكم فيها.

   يقول هذا الشاب المغربي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد شرعنا في إنجاز مشروع للاستهلاك الذاتي للطاقة بسعة 4.5 ميكاواط في إتيوبيا، وآخر بسعة 3 ميكاواط لفائدة أحد المصانع المغربية”.

 “نقترح على شركائنا نوعين من الحلول الطاقية، ينصب الأول على تخفيض الاستهلاك عبر تثبيت أجهزة الاستقبال الذكية التي توفر لنا معلومات دقيقة في كل ثانية، إذ طورنا أداة للتدبير تتيح لنا معرفة حجم الاستهلاك الطاقي وإمكانية التحكم فيه من أجل تخفيضه”.

  “أما الحل الثاني فهو تقني ومالي في آن واحد، له صلة بالطاقة الشمسية وتخزينها المندمج، يسمح بالرفع من الاستقلالية الطاقية ويتيح عملية الاقتصاد في الطاقة، كما يخفض من الفاتورة الطاقية “.

   إن طموحات هذا الشاب المغربي تتجاوز حدود بلد الإقامة، فهو يبذل قصارى جهده لوضع خبرته رهن إشارة بلده المغرب وبلدان أخرى تسعى إلى تخفيض فاتورة الكهرباء في المباني المستهلكة للطاقة، ويعتقد أن المشروع الذي أنجزه “يمثل فرصة لرجال الصناعة المغاربة المهووسين أكثر باستهلاك منشآتهم الصناعية للطاقة، استهلاك يمثل إلى جانب الأجور أعلى النفقات التي تصرفها مقاولاتهم”.

   ولبلوغ غايته المنشودة يجري كريم العلمي اتصالات مع فاعلين مغاربة وأجانب في قطاعات صناعة السيارات والطائرات والصناعة الغذائية والمناجم والمستشفيات، وقد توصل بطلبات من بعض البلدان الإفريقية مثل إتيوبيا والسينغال والكونغو ، لتجهيز بعض المؤسسات هناك بالألواح الشمسية.

   أما مواطنه أمل بلقاضي،فيمثل نموذجا آخر للمقاولين المغاربة الذين شاءت الصدف أن يستقروا بعد إتمام دراساتهم الجامعية في بلدان المهجر، فقد اختار بعد إنهاء دراسته الجامعية في الفنون التشكيلية أن يتابع تعليمه في مجال لا علاقة له بسابقه، ليتخصص في ميدان الخبرة العقارية وتأطير الأوراش.

   زاول العمل لسنوات عدة في تشييد المباني والمنازل الفردية والعمارات السكنية الجماعية، قبل أن ينصب اهتمامه تدريجيا على تجديد المباني القديمة والمآثر التاريخية الموضوعة تحت سلطة الدولة الفرنسية.

  بعد التجربة الطويلة في عالم البناء والتشييد، استشعر بلقاضي الحاجة الماسة لاعتماد معايير بيئية في المباني، ما دفعه هذه المرة لتغيير منحى تخصصه وتركيز عمله على عمليات العزل الإيكولوجي، بهدف المساهمة في تخفيض استهلاك الطاقة المستعملة في تجهيزات التدفئة والتبريد.

    يقول بلقاضي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “تعرف المباني بتأثيراتها السلبية على البيئة، إنها مسؤولة عن انبعاث 23 في المائة من غازات الاحتباس الحراري في فرنسا. أعتقد أنه من المستعجل والملح العمل على التقليص من حجمها، فهي ظاهرة مقلقة لها انعكاسات مباشرة مدمرة للأرض والبشرية على السواء”.

    لكن كيف السبيل إذن لتحقيق هذا المبتغى الذي تنشده الحكومات والدول وأخصائيو البيئة عبر العالم؟.

   يرى بلقاضي ” أن الوسيلة الأكثر بساطة للتقليص من أثر الطاقة الذي تخلفه المباني، تتجلى في القيام بأعمال التجديد أو البناء في إطار نهج إيكولوجي صرف”.

    وفي معرض الحديث عن وطنه الأم، أكد هذا المقاول المغربي المقيم في فرنسا “أن المغرب البلد الذي يعي جيدا الخطر الذي تشكله انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على البيئة والإنسان، انخرط منذ سنوات في دينامية بيئية في مجال التغيرات المناخية”.

    وأشار إلى أن احتضان المملكة للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ (كوب 22)، في الفترة الممتدة من 7 إلى 18 نونبر المقبل بمدينة مراكش، يعتبر ” دليلا قاطعا على العزم المتواصل في الانخراط في هذه الدينامية الإيكولوجية”.

    وعلى الرغم من إحداث مقاولته في فرنسا، شأنه في ذلك شأن مواطنه كريم العلمي، فإنه يسعى لنقل خبرته الغنية للنهوض بقطاع المباني الخضراء في المغرب، ويقول في هذا الشأن، ” هناك دوافع كثيرة تجعلني متحمسا للعمل في وطني، أخص بالذكر منها، رغبة السلطات المغربية في إحداث تشريعات للتقنين الحراري للمباني ووعي المغاربة بالفائدة المالية والإيكولوجية لتشييد المباني ذات الاستهلاك الطاقي الضعيف، فضلا عن تجربتي المهنية الطويلة في مجال البناء (أزيد من 30 عاما) وإرادتي القوية للعمل والتحرك من أجل البيئة والمساهمة في حمايتها”.

 

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.