أطفال البحرين ينالون كرم الأهالي في ليلة الاحتفال البهيج بحلول منتصف رمضان

أطفال البحرين ينالون كرم الأهالي في ليلة الاحتفال البهيج بحلول منتصف رمضان

الأربعاء, 22 يونيو, 2016 - 11:20

                          (أحمد الطاهري)

                      

  المنامة – كان لأطفال البحرين موعد مميز مع البهجة والفرح، إذ خرجوا في مجموعات بمناسبة حلول ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، ليمارسوا طقسا احتفاليا خاصا ظل راسخا عبر الزمن، وإن تغيرت الأشكال المؤثثة له مع تغير أساليب العيش والعادات المجتمعية.

  ويتعلق الأمر بتقليد إحياء ليلة (القرقاعون)، تلك العادة ذات النكهة الخاصة التي عايشتها الأجيال وتناقلتها جيلا بعد جيل في الأحياء الشعبية، محافظة بذلك على موروث شعبي أصيل يرسخ قيم التعايش والتآلف والكرم والإيثار.

  ويؤكد الباحثون في التراث الشعبي المحلي أن لفظ (القرقاعون) جاء نسبة إلى صوت قرع الأبواب، أو صوت تكسير المكسرات.

  وكعادتها ليلة منتصف كل رمضان، جابت مجموعات من الأطفال الشوارع والأزقة، وهي تردد أنشودة شعبية وتحمل أكياسا، قارعة الطبول طلبا (للقرقاعون) الذي يحتوي على مكسرات، وحلويات، وتين مجفف.

   بأدب، ينشد الأطفال غايتهم لما يدخلون بيتا، ولا يخيب ظنهم.. يرددون في الأنشودة: “عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم..”، ولما يحصلون على (القرقاعون) يعربون عن الشكر لأهل البيت الكرماء بقولهم: “عساكم من عوادة.. لا تقطعون العادة..”.

  وحسب الباحثين، طالت مظاهر التطور هذا الطقس الاحتفالي، حيث انتقل من أشكاله التقليدية البسيطة إلى إضافات حديثة طرأت على شكل لباس الأطفال ونوعية العطايا، حيث لم يعد (القرقاعون) يقتصر على المكسرات، بل أصبح يشمل تقديم قطع نقدية أيضا.

  وغدت المحلات التجارية تهتم أكثر فأكثر بهذا “الحدث” الطفولي المميز، إذ أضحت تتنافس في بيع الحلويات والمكسرات المنوعة، وتسويق أكياس خاصة لجمع “محصول” الليلة، إلى جانب اللباس التقليدي المفضل خلال هذه الليلة: “الثوب والسديري والبشت” للصبيان، و”الجلابيات اللامعة والبخانق” للفتيات.

  ومن المظاهر المميزة لهذا الطقس الاحتفالي، الذي يعد جزءا من الثقافة العريقة لمملكة البحرين، أداء رقصة (الفريسة)، وهي رقصة شعبية معروفة ومنتشرة في منطقة الخليج العربي، حيث يرقصها الرجال عادة على إيقاعات محلية، ويلبس الراقص خلالها مجسما لحصان مزين بأقمشة ملونة ومصنوع من مواد النخيل.

  ولم تعد هذه المناسبة التراثية السنوية مقتصرة على مهدها في الأحياء الشعبية، بل أضحت الجمعيات المحلية والمؤسسات والشركات تحييها رمزيا كبرنامج ترفيهي.

 وشهدت كافة مناطق البلاد احتفالات بهذه العادة الرمضانية، أشرفت عليها هيئات ثقافية واجتماعية، وأتاحت للزوار المشاركة في العديد من الألعاب الشعبية، ومشاهدة عروض تراثية، والاستماع لأغاني شعبية، وتذوق أكلات شعبية أصيلة، في أجواء ظلت سمتها الأساسية توزيع (القرقاعون) على الأطفال.

  إلى ذلك، تتميز ليالي رمضان بالبحرين بإحياء (المجالس الرمضانية) التي تستقبل الكبار والصغار، المسؤولين والمواطنين، مرسخة عادات وتقاليد تجسد الهوية الوطنية والتراثية لأهل البحرين، وتروم تدعيم الترابط الاجتماعي بين ساكنة مختلف المحافظات، بمدنها وقراها، وتعزيز قيم التآلف والتراحم والتماسك الوطني والإنساني.

   وتشكل هذه المجالس منتديات ثقافية يجوب فيها الحاضرون مساحات من الأدب والثقافة والفن والاقتصاد، ومنتديات سياسية يتداولون خلالها مجريات الشأن العام وأحوال البلاد وأخبار العباد، ومنتديات اجتماعية تروى فيها الذكريات وقصص الماضي وأحواله وبطولات رجاله.

  وعلى غرار أهل الخليج، دأب البحرينيون على ممارسة طقس مستوحى من تراثهم العريق، يعرف باسم (الغبقة)، ويتمثل في المائدة الرمضانية التي عادة ما تسبق وقت السحور، ويجتمع حولها الأهل والأصدقاء والموظفون.

  و”الغبقة” كلمة عربية أصيلة من حياة البادية، يرجع أصلها إلى “الغبوق”، وهو حليب الناقة الذي يشرب ليلا، وعكسه “الصبوح” أي حليبها الذي يشرب صباحا.

  وعادة ما تتنوع أطباق (الغبقة)، إلا أنها تشمل، أساسا، الأطباق الخليجية الشعبية الشهيرة مثل (الثريد)، و(الهريس). ومع مرور الزمن، لم تعد أطباق (الغبقة) مقتصرة على المطبخ البحريني والخليجي فقط، بل تعدتها لتشمل مأكولات وحلويات شامية ومصرية ومغربية وآسيوية، وأوروبية حتى.

  ويحرص البعض على الإبقاء على هذا اللقاء حتى موعد الإمساك، حيث يحلو لهم السمر لممارسة تراثية أو مشاهدة مسلسلات رمضانية.

  ولم تعد إقامة موائد (الغبقة) حكرا على عائلات وشخصيات من مختلف الشرائح الاجتماعية في شتى مناطق البلاد، بل أصبحت العديد من الجمعيات والشركات والمؤسسات الحكومية تنظمها لفائدة موظفيها وأعضائها، فيما يفضل الشبان عقد هذه اللقاءات الرمضانية الساهرة في المزارع وباحات الاستراحة والمطاعم.

 

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.