بريكزيت : أمام خطر انتقال العدوى، فرنسا تدعو إلى إطلاق مشروع أوروبي حقيقي(متوقع)

 (عماد الحنصالي)

باريس  – على غرار كافة بلدان الاتحاد الاروبي، تنتظر فرنسا بفارغ الصبر، نتائج استفتاء الخميس حول بقاء المملكة المتحدة من عدمه ضمن الكثلة الاروبية ،الذي يشكل استحقاقا حاسما بخصوص مستقبل المشروع الاروبي في مجمله.

وأمام هذا الوضع حذر غالبية المسؤولين الفرنسيين من مخاطر خروج لندن من الاتحاد الاروبي، ومن احتمال انتقال العدوى الى بلدان أروبية أخرى، داعين في هذا الصدد الى اطلاق مشروع أروبي حقيقي.

وهكذا وعلى الرغم من أن الرئيس فرانسوا هولاند لم يسبق ان عبر علنا عن رأيه بخصوص هذا الموضوع، حتى لا يتهم بالتدخل في الشأن البريطاني، الا انه لم يفتأ منذ بداية الحملة الاستفتائية بالمملكة المتحدة، يعرب عن أمله في ان يتذكر البريطانيون الروابط التي تجمعهم مع اروبا.

وبحسب أوساط هولاند فان فرنسا تفكر في مواجهة مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الاروبي ، في مبادرات تتيح لاروبا التقدم عبر رؤية استراتيجية حقيقية.

في هذا الصدد اشار وزير الاقتصاد إيمانويل ماكرون، في رده على سؤال لصحيفة (لوموند) حول الاجراءات التي سيتم اتخاذها في حالة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاروبي الى ان “التحدي الذي يطرح أمامنا ما بعد الاستفتاء مضاعف، ويتمثل في منع انتقال العدوى، والاطلاق الفوري لدينامية مشروع ايجابي لفائدة أروبا”.

وقال “عندما لا نكون قادرين على تقديم مشروع لاروبا، فاننا نفسح المجال للمشككين”.

واضاف ماكرون ان الحرية والانفتاح ضروريان في مشروعنا ، لكن الحرية دون قوانين تؤدي الى منافسة غير عادلة ، وبالتالي الى اوضاع اجتماعية وسياسية غير مقبولة، مشيرا الى ان البريطانيين مع هذا الاستفتاء هم بصدد طي صفحة نظرتهم الخاصة لأروبا .

ان تحذيرات الوزير الفرنسي من مخاطر “بريكزيت” لا تفسر فقط بتداعيات هذا الخروج على المشروع الاروبي، بل ايضا بتأثيرها على الاقتصاد الفرنسي ، خاصة وان هذا الخروج في نظر الخبراء قد يكلف فرنسا 0.4 من ناتجها الداخلي الخام، و3.2 مليار أرو.

وبحسب الخبراء فان المقاولات الفرنسية التي تشكل المملكة المتحدة احد اكبر اسواقها ، ستكون اكبر الخاسرين، موضحين ان الصناعة الغذائية، والكيمياء والالات والمعدات، قد تكون القطاعات الاكثر تضررا، خاصة مع عودة العمل بالرسوم الجمركية.

ويشاطر نواب حزب الاتحاد الديموقراطي والمستقلين رأي الحكومة الفرنسية لفائدة مشروع اروبي لمواجهة مخاطر “بريكسيت”، حيث يدعون فرنسوا هولاند الى عدم البقاء “مكتوف الايدي” امام المخاطر المحدقة بمستقبل اروبا، وبالتالي اقتراح “افق جديد” كيفما كانت نتائج الاستفتاء.

ويعتبر نواب الوسط في رسالة موجهة الى رئيس الدولة ،انه كيفما كان قرار المملكة المتحدة ، فان أروبا “دخلت في ازمة هوياتية وثقافية وسياسية آخذة في التفاقم، مضيفين ان فرنسا لا يجب أن تبقى دون ردة فعل، بل عليها اقتراح مسار جديد وان تعود الى الاضطلاع بدورها كمحرك للبناء الاروبي”.

من جانبه  نبه رئيس حزب (الجمهوريون) نيكولا ساركوزي الى خطورة خروج بريطانيا ثاني اقتصاد اروبي من الاتحاد الاروبي، داعيا الى معاهدة اروبية جديدة من اجل مناقشة كل القضايا.

وأمام هذه النداءات من اجل بقاء المملكة المتحدة ضمن حضيرة الاتحاد الاروبي، تواصل مارين لوبين رئيسة الحزب اليميني المتطرف ، الجبهة الوطنية ،تزعم خندق المشككين، من خلال القيام بحملة لفائدة خروج لندن من الكثلة الاروبية، وتجدد رفضها للمشروع الاروبي برمته.

من ناحية اخرى أفاد استطلاع للرأي نشر خلال عطلة نهاية الاسبوع من قبل وسائل اعلام فرنسية، بأن 63 في المائة من الفرنسيين يعارضون خروج بريطانيا من الاتحاد الاروبي.

وترجح  آخر استطلاعات الرأي التي نشرت في بريطانيا كفة مؤيدي بقاء لندن ضمن الاتحاد الاروبي، لكن عدم اليقين لازال يخيم على مآل هذه الاستشارة المقررة يوم 23 يونيو بالمملكة المتحدة.