مواجهة المنحى التراجعي لقطاع السياحة بفاس فرض اعتماد مخطط عمل وتعبئة موارد مالية لتمكين الجهة من استرجاع موقعها ( مسؤول )

( أجرى الحوار حفيظ البقالي)

  فاس –  قال الرئيس المنتدب للمجلس الجهوي للسياحة بفاس، السيد ياسر جوهر ،  إن مواجهة المنحى التراجعي لقطاع السياحة بفاس فرض على المجلس اعتماد مخطط عمل للسنوات المقبلة يستهدف بالأساس تمكين جهة فاس مكناس من استرجاع موقعها السياحي الرائد خاصة في ظل الأزمة الحالية .

 وأوضح السيد ياسر جوهر،  في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المخطط الذي يرتكز على آليات وتدابير واقعية وقابلة للتنفيذ يفرض إلى جانب تعبئة موارد مالية انخراط جميع المتدخلين من مؤسسات وهيئات عمومية ومجالس منتخبة، وذلك من أجل تجاوز انعكاسات الأزمة الراهنة والتخفيف من تمظهراتها على الفاعلين والمهنيين.

 وأكد أن هذا المخطط الذي يعتمد مقاربة تشاركية، ويستمد قوته من تصورات واقعية وقابلة للتطبيق، يرتكز على عدة محاور تهدف إلى تفعيل حركية هذا القطاع الحيوي الذي يساهم بشكل كبير في النسيج الاقتصادي الجهوي والوطني، من بينها الاشتغال على موضوع تسويق مدينة فاس وجهتها تحت شعار ” فاس متحف حي ومدينة ألفية”.

 ولتحقيق عملية تسويق ناجحة للمآثر والمواقع التاريخية والحضارية والإمكانيات التي تتوفر عليها المدينة اعتمد المجلس، يقول السيد ياسر جوهر ، استراتيجية تقوم على تنظيم حملات تسويقية وتواصلية على المستوى الوطني والدولي من خلال استعمال كل الوسائل الإشهارية ووسائل الإعلام، إلى جانب تنظيم لقاءات وجلسات عمل بين المهنيين والفاعلين في القطاع سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، وتنظيم لقاءات تعارفية لفائدة المهنيين الدوليين والإعلاميين المتخصصين بتنسيقيات المكتب الوطني المغربي للسياحة المتواجدة بالخارج .

 وموازاة مع هذه التدابير والإجراءات، قام المجلس الجهوي للسياحة بوضع برامج سياحية بأثمنة محفزة سواء وطنيا أو دوليا، بالإضافة إلى تنظيم أسابيع ثقافية بالأسواق المستهدفة، فضلا عن تنظيم ” نهايات أسبوع فاس موضوعاتية ” لفائدة الهيئات الدبلوماسية الأجنبية وممثلي الشركات الكبرى ووكالات الاتصال ووكالات الأسفار مع دعوة مجموعة من الصحفيين المغاربة، خاصة على مستوى المجلات الرائدة والصحف المختصة في الميدان السياحي.

 ولإعطاء دفعة قوية لهذه المقاربة التي تروم النهوض بالقطاع السياحي والتخفيف من انعكاسات الأزمة التي يعاني منها، قرر المجلس الجهوي للسياحة، في إطار مقاربة تشاركية مع السلطات المحلية والمنتخبين وكل الفاعلين والمهنيين، استغلال مواقع المدينة العتيقة لتنظيم أنشطة ترفيهية، خاصة في الأمسيات والليالي الصيفية، مع تنظيم معارض بدور الضيافة و ببعض الفضاءات التاريخية كباب الماكينة وجنان السبيل، إضافة إلى وضع برنامج خاص لساحة وباب بوجلود .

 ولتقوية حضور ومشاركة المهنيين بمختلف المعارض الدولية للسياحة، عمل المجلس الجهوي للسياحة على المشاركة في العديد من المعارض الدولية الكبرى، خاصة في إيطاليا وإسبانيا وبرلين والولايات المتحدة الأمريكية، مع تنظيم رحلات للمهنيين الوطنيين والدوليين من أجل التعرف على محيط مدينة فاس وما يزخر به من منتوجات مختلفة كالسياحة الجبلية والبيئية بكل من مكناس وتازة ووليلي وصفرو وإفران ومولاي يعقوب وبولمان والبهاليل وميسور وغيرها .

 وأكد السيد ياسر جوهر أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يساهم، من خلال تدخلات ومبادرات، في دعم وتقوية هذا المخطط عبر تعزيز دور تمثيلياته بالخارج في مجال إعادة برمجة وجهة فاس من قبل الأسواق المستهدفة، و كذا العمل على تقوية هذه الوجهة من خلال القيام بحملات إشهارية على شاكلة ما سبق القيام به خلال سنتي 2006 و 2007، بالإضافة إلى رفعه من قيمة المنحة المخصصة للمجلس الجهوي للسياحة.

 وبدورها، ساهمت مختلف المجالس المنتخبة في تفعيل هذا المخطط من خلال تدابير وإجراءات استهدفت النهوض بالقطاع السياحي عبر تقديم دعمها للمجلس الجهوي للسياحة والعمل على إخراج الأكشاك التعريفية بالمنتوج السياحي لفاس إلى حيز الوجود، فضلا عن تفعيل اتفاقيات التوأمة التي تجمع مدينة فاس بمدن عالمية، وذلك ببرمجة زيارات لمسؤولي هذه المدن لحضور مختلف الأنشطة والمهرجانات والتظاهرات الدولية التي تحتضنها العاصمة العلمية والروحية للمملكة .

وحسب المسؤول، فإن هذا المخطط يروم، إلى جانب إعادة إنعاش جاذبية فاس كوجهة سياحية بامتياز، تحقيق طفرة اقتصادية بالمدينة مع الحفاظ على فرص الشغل القائمة وخلق فرص أخرى، بالإضافة إلى الاهتمام والمحافظة على الموروث الثقافي والحضاري للجهة .

وفي هذا الصدد، دعا إلى مضاعفة الجهود من أجل إعادة إشعاع الحاضرة الإدريسية وتمكينها من آليات ومرتكزات تطوير بنياتها السياحية عبر المساهمة في دعم وتنفيذ عدة تدابير يحرص المجلس الجهوي للسياحة على تنزيلها على أرض الواقع، خاصة في ميدان وضع برمجة مدققة وثابتة لمختلف المهرجانات والتظاهرات التي تنظم بفاس والجهة، مع اعتماد مقاربة تشاركية في مجال التنسيق بين كافة المجالس المنتخبة والمجلس الجهوي للسياحة لتمكين هذا الأخير من تملك أدوات الترويج والتواصل بخصوص كل هذه التظاهرات.

كما شدد على ضرورة تكريس حضور فاعل لممثلي المجالس المنتخبة في التعريف بمدينة فاس وجهتها والانخراط في شراكة حقيقية كشريك رئيسي وليس كطرف مساهم فقط ، خاصة وأن الأهداف المسطرة ليست مرتبطة فقط بالمهنيين، ولكن بالجهة ككل لما تحمله من انعكاسات اقتصادية إيجابية بالنسبة لمستوى الرواج الاقتصادي والتنموي والتشغيلي لمدينة فاس وللجهة ككل، وكذلك بالنسبة لتموضعها ضمن الأقطاب السياحية الوطنية.