رمضان في البرتغال، مناسبة للأسر المغربية للتقارب واستعادة أجواء الوطن الأم

حسناء العقاني

 لشبونة – تحرص الجالية المغربية في البرتغال خلال شهر رمضان على تقوية روابط التقارب والتجمع حول مائدة الإفطار لاستعادة الأجواء التي تميز هذا الشهر الكريم بالمغرب.

 وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء قال حمو أمغون، فاعل جمعوي، إن رمضان في بورتو، حيث تقيم جالية مغربية مهمة نسبيا، يشكل مناسبة للقاء وصلة الرحم وتقاسم لحظات مفعومة بالحنين إلى الوطن.

   وأضاف السيد أمغون، الذي يرأس جمعية السلام للمهاجرين المغاربة والصداقة العربية البرتغالية، “ننظم عدة أنشطة احتفالا بهذا الشهر الفضيل، منها إفطارات جماعية لفائدة المواطنين المغاربة المقيمين ببورتو وضواحيها”.

   وأشار هذا الجمعوي إلى أنه تتم، أيضا، دعوة أفراد من الجاليات الإسلامية الأخرى وبرتغاليين إلى هذه الإفطارات الجماعية التي تشكل لحظات لقاءات بين مختلف الأديان والثقافات.

   وتابع أن الأسر المغربية ببورتو تنتظر هذا الشهر الكريم لتتبادل خلاله الزيارات مع العائلات والأصدقاء، ومشاركتهم وجبة إفطار، وتبادل الحديث حول ما يشغلهم، مضيفا أن جمعيته تساهم في لم مغاربة هذه المدينة شمال البرتغال.

   وشدد على أن الجانب الديني يحتل مكانة هامة في حياة مغاربة البرتغال خلال هذا الشهر كباقي الجاليات المسلمة. ويتوافد المؤمنون على المساجد لأداء صلواتهم ومتابعة الدروس والمحاضرات بمناسبة هذا الشهر الفضيل.

   من جهته، أكد نائب رئيس المركز الإسلامي الثقافي ببورتو، عبد الله بوعزة، أن الجالية المسلمة في بورتو تحتفل ككل سنة بشهر رمضان المبارك في جو من البهجة والصفاء، مشيدا بروح التسامح التي تطبع الشعب البرتغالي.

   وأضاف أن المركز ينظم إفطارات جماعية يومية لفائدة الجالية المسلمة التي تقدر بحو 5000 نسمة في بورتو، لاسيما المغاربة، ومن غينيا موزامبيق وبعض مواطني البلدان الآسيوية، كما يقدم مساعدات غذائية للمحتاجين بالمناسبة.

   وتابع أنه يوجد بمدينة بورتو مسجدين رئيسيين يديرهما المركز الإسلامي الثقافي، مشيرا إلى أنه يؤم المصلين بأحدهما إمام من أصل مغربي، وذلك في صلاتي العشاء والتراويح.

   وأوضح أن المركز، الذي تأسس سنة 1999، هو جمعية ثقافية ودينية تروم المساهمة في استقبال واندماج المسلمين الذين يأتون للاستقرار في هذا البلد، فضلا عن أنه مكان للعبادة، يتوخى تعزيز القيم الحقيقية للإسلام.

   وشدد السيد بوعزة أن الأمر يتعلق، أيضا، بتعزيز التضامن والحوار مع الأديان الأخرى، مذكرا بأن المركز يقدم على مدار السنة دروسا في اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم.

   يذكر أنه يوجد بالبرتغال حوالي 50 ألف مسلم، بينهم نحو 4000 مغربي يتواجدون أساسا في منطقة لشبونة الكبرى وبورتو (شمال)، وغالبية المسلمين بهذا البلد الإيبيري من غينيا بيساو وموزمبيق وبعض البلدان الأسيوية.