تشخيص للتحديات واستشراف للآفاق في ندوة بالرباط حول “الدبلوماسية المغربية ورهانات عصر جديد”

الرباط – نظم منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء،يوم الأربعاء بالرباط، ندوة علمية في موضوع “الدبلوماسية المغربية ورهانات عصر جديد”، وذلك بمشاركة أكاديميين متخصصين في القانون الدولي والعلاقات الدولية، قدموا تشخيصا عاما للتحديات التي تواجه السياسة الخارجية في المغرب واستشرافا لآفاقها.

واستهلت الندوة، التي حملت اسم دورة الفقيد منصور المدني، الصحافي الراحل بوكالة المغرب العربي للأنباء، بمداخلة لتاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – جامعة محمد الخامس بالرباط، أبرز فيها أن أهم التحديات التي تواجه الدبلوماسية المغربية تتوزع بين تحديات ذات طبيعة استراتيجية، وتحديات سياسية، وأخرى ذات طبيعة ذات طبيعة اقتصادية، فضلا عن تحديات الاتصال والثورة المعلوماتية.

وأوضح أن التحديات السياسة والاستراتيجية ترتبط بتوازن القوى في مفهوميه الشمولي والإقليمي، مذكرا في هذا السياق بثنائية القطب بعد الحرب العالمية الثانية، ورفض المغرب منذ استقلاله للحزب الوحيد والاقتصاد الموجه واختياره تعدد الأحزاب والاقتصاد الليبرالي ما خوله أن يعتبره الغرب قلعة قوية في مواجهة التغلغل الشيوعي، وكذا انتقال العالم إلى أحادية القطب ثم إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب حيث تسود حسابات المصالح بين الحلفاء، كما ترتبط هذه التحديات بالتحولات العميقة التي يعرفها العالم وتفتت مفهوم السيادة وتراجع دورها لأن القانون الدولي بات يخترق القانون الداخلي، ويفرض ملاءمة الدول قوانينها الداخلية معه خاصة في مجال حقوق الإنسان.

وتحدث الحسيني عن مبدإ المشروطية الذي يقلص من دور الدولة، واكراهات نظام السوق، والتطور المريع في هيمنة نظام اقتصادي عالمي جديد على مقاليد الأمور، معتبرا أن العولمة، التي تعد إيديولوجية النظام العالمي الجديد، لم تركز على التنمية باعتبارها مفهوما شاملا ومستديما يقوم على نقل التكنولوجيا، وأنه في ظل الشفافية وانتشار المعلومات بسبب تطور وسائل الاتصال والثورة المعلوماتية، تغير دور الدبلوماسية في هذا الفضاء المتقلب.

أما التحديات ذات الطبيعة الإنسانية والديموقراطية، فأجملها المحاضر في كون الديموقراطية ليست انتخابات فقط بل نظاما شاملا يضم القوى والقوى المضادة والتوازنات التي تؤطرها القوى والأحزاب والهيئات السياسية والنقابية والمجتمع المدني، مؤكدا أن على الدبلوماسية أن تعمل على تلميع صورة المغرب ومواجهة الإكراهات المطروحة، خاصة في ظل عولمة الإرهاب، والانتقال إلى دبلوماسية وقائية استباقية لا يمكن بدونها تحقيق النتائج المبتغاة.