موسم طانطان لم يعد محطة للاحتفاء بالتراث غير المادي فقط وإنما أصبح رافعة للتنمية بالمنطقة (عضو بمؤسسة الموكار)

أجرى الحوار: أحمد الكرمالي

   كلميم – قال عبدالله العلوي، عضو مكتب مؤسسة (الموكار) ، إن موسم طانطان لم يعد فقط محطة للاحتفاء بالتراث غير المادي وإبراز التنوع الثقافي ونمط العيش البدوي الاقتصادي والاجتماعي وإنما أصبح رافعة للتنمية بالمنطقة.

  وأضاف السيد العلوي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مؤسسة (الموكار) المشرفة على تنظيم هذا الموسم الذي أضحى تظاهرة عالمية، أصبحت لها أهداف كبرى تروم تطوير هذه التظاهرة الثقافية والروحية والاقتصادية وخاصة بعد تصنيفها سنة 2005 من قبل منظمة اليونيسكو ضمن “روائع التراث الشفهي واللامادي للإنسانية” وتسجيلها سنة 2008 بالقائمة الممثلة للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية .

   وأبرز السيد العلوي، وهو مدير التراث الثقافي بوزارة الثقافة، أن المؤسسة لم يعد همها فقط هو تنظيم الموسم “من أجل التنظيم” وإنما تسعى بطريقة “غيرة مباشرة” الى تحقيق أهداف تنموية كبرى تتمثل بالخصوص في خلق فرص للشغل في عدة مجالات خاصة طيلة مدة الموسم وجلب مستثمرين للمنطقة والجهة، مشيرا إلى أن الموسم هو فرصة للمشاركين وخاصة المستثمرين مغاربة وأجانب لعقد لقاءات تروم إبراز المؤهلات التي تزخر بها المنطقة وجهات المملكة وخاصة الأقاليم الجنوبية لاسيما وأن هذه الدورة ستحتفي بالجهات  ال 12 بالمملكة .

   وأبرز في هذا السياق أن النسخة الثانية عشر لموسم طانطان ( 13 – 18 ماي الجاري) الذي تنظمه مؤسسة (الموكار)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار “موسم طانطان ملتقى مغرب التنوع “، ستتميز بتنظيم ندوة دولية ستعرف مشاركة حوالي 45 مستثمرا مغاربة وأجانب ستكون فرصة لتدارس إمكانيات وفرص الاستثمار بالمغرب ومنطقة طانطان على وجه الخصوص، وكذا مناسبة لتقوية التعاون وعقد شراكات .

   وبخصوص تطوير  والنهوض بهذه التظاهرة ، دعا السيد العلوي إلى ضرورة الانفتاح على مزيد من الجمعيات عبر خلق شراكات مع المؤسسة التي هي بصدد إحداث فرع لها بإقليم طانطان سيكون من مهامه تنفيذ برنامج  عمل سنوي بشراكة مع الجمعيات والذي سيتضمن أنشطة إشعاعية في عدة مجالات ثقافية اجتماعية رياضية وكذا دورات تكوينية ستستفيد منها ساكنة المنطقة والجهة ككل.

   وعن شعار دورة هذه السنة “موسم طانطان ملتقى مغرب التنوع “، أكد  المسؤول ذاته،  أن هذا الشعار يحمل دلالة كبرى، فهو احتفاء بالتعددية الثقافية بالمغرب وإبراز لتنوع وغنى التراث الغير المادي وخاصة بالجهات الثلاثة بالأقاليم الجنوبية ،  مشيرا إلى أن الموسم يعد شهادة حية على الثقافات الشفوية والفنية الصحراوية وفضاء للتنوع الخلاق في النماء والتطور.

   وحسب المنظمين فإن هذا الموسم يمثل شاهدا حيا على صون وتعزيز التراث اللامادي ومخلدا لتقليد عريق ومعززا للارتباط العميق للأقاليم الجنوبية للمملكة بأصولها وعاداتها.

   وأضاف المصدر أن هذه الدورة ستتميز بمشاركة ممثلي جهات المملكة الاثني عشر، الذين سيسلطون الضوء على تنوع وثراء التراث الثقافي المغربي وكذا حضور دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرين إلى أن الدورة الحالية تأتي في سياق اقتصادي وسياسي تعيشه المملكة، يستدعي استراتيجية مغايرة على المستوى التنظيمي وأهداف محددة تتجاوز مرحلة التعريف بالإرث اللامادي والثقافي، إلى مرحلة بلورة رؤيا ومنهجية لتثمينه وجعله عاملا فاعلا في تحقيق الأهداف التنموية، والتي وضعتها السياسات الاقتصادية العامة للدولة، كغايات لمختلف الاوراش الكبرى التي أطلقتها تحت الرعاية المولوية وتنفيذا لتوجهات جلالته والتي حددت كمحاور في خطاباته لترسم ملامح مغرب الغد.

  وسيعرف برنامج هذه الدورة تنظيم رواق للصناعة التقليدية لجميع جهات المملكة، وإقامة خيام موضوعاتية للمملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة ، وكذا تنظيم سباق للهجن وسباق مختلط بين الفروسية والإبل، وكرنفال استعراضي تشارك فيه فرق محلية ووطنية ومن دولة الإمارات، ومعرض للصور تؤرخ لموسم طانطان، فضلا عن جلسات شعرية وأنشطة رياضية وأمسيات فنية.