إفريقيا الجنوبية.. فرص متعددة متاحة أمام قطاع الصناعة الغذائية المغربي

 (بقلم : عبد الغني عويفية)

    جوهانسبورغ – يتميز المعرض الدولي للصناعات الغذائية (فود آند هوسبتالتي أفريكا)، الذي تحتضنه حاليا جوهانسبورغ بمشاركة المغرب، بإقبال كبير على المنتوج المغربي، وهو ما يبرز الفرص المتعددة المتاحة أمام المملكة على مستوى منطقة إفريقيا الجنوبية.

    فقد توافد العديد من الفاعلين الدوليين الذين حجوا إلى هذا الموعد الدولي للصناعات الغذائية منذ افتتاحه أول أمس الثلاثاء، على الرواق المغربي للحصول على معلومات بخصوص بلد ما فتئ يعزز حضوره في السوق الفلاحية الدولية، لاسيما بفضل “مخطط المغرب الأخضر” الواعد.

    ويعرض الرواق المغربي الذي أقيم على مساحة تقدر بنحو 90 متر مربع، العديد من منتوجات البحر، إلا أن طلب المهنيين انصب أيضا على منتوجات أخرى ذات صلة بالصناعات الغذائية التي يحظى فيها المغرب بتنافسية أكبر وحصل بفضلها على شهرة عالمية.

    وحسب تييري فان دير بوش، وهو مستثمر جنوب إفريقي، فإن المغرب يفرض نفسه كفاعل هام في مجال الصناعات الغذائية، مبرزا أن فرصا متعددة متاحة أمام المبادلات التجارية في شقها المتعلق بالقطاع الفلاحي، بين المغرب وجنوب إفريقيا.

    كما رحب هذا المهني بالمشاركة المغربية، التي تعد الأولى من نوعها، في هذا المعرض الذي تحتضنه جوهانسبورغ، معربا عن أمله في مشاركة المغرب بكثافة في الدورات القادمة لهذا المعرض.

    وشدد عدد من هؤلاء المهنيين على أن المغرب يتوفر على كافة الإمكانيات التي تؤهله ليفرض حضوره بسوق جنوب إفريقيا وغيرها من بلدان منطقة إفريقيا الجنوبية، مؤكدين في هذا الصدد أن جنوب إفريقيا تتيح بالتأكيد أرضية لتمكين المنتوجات المغربية من ولوج بلدان أخرى مجاورة .

    بالمقابل، أعرب العديد من الفاعلين عن الأسف لعدم وجود خط مباشر بين المغرب وجنوب إفريقيا، معتبرين أن ذلك يمثل عقبة رئيسية في وجه تطوير المبادلات التجارية.

    وهو الأمر الذي ركز عليه أيضا المهنيون المغاربة المشاركون في هذه التظاهرة، حيث قالت السيدة لمياء الزناكي، مديرة الجامعة الوطنية لصناعة وتثمين منتوجات البحر، ” لاحظنا اهتماما متناميا بالمنتوجات المغربية”، مضيفة أن مسؤولي الرواق المغربي تلقوا عروضا من قبل فاعلين ينتمون إلى العديد من البلدان الآسيوية، لاسيما الصين وكوريا، وكذا بلدان إفريقية كجنوب إفريقيا والموزمبيق.

    وأضافت أن شركاء من الكونغو أبدوا اهتمامهم بعلاقات الشراكة مع نظرائهم المغاربة، وأعربوا عن أملهم في الاستفادة من التجربة المغربية لتطوير قطاع صناعات المنتوجات البحرية في بلدهم.

    وشددت المسؤولة على أهمية تعزيز التواصل مع بلدان إفريقيا الجنوبية من أجل التعريف بالإمكانات الاقتصادية التي يزخر بها المغرب وقدرته على إقامة شراكات مع هذه المنطقة بالقارة الإفريقية التي لم تلجها بعد الشركات المغربية.

    ودعا المهنيون المغاربة أيضا إلى بذل المزيد من الجهود بغية الترويج للمنتجات المغربية على مستوى هذا الجزء من القارة الإفريقية، لاسيما من خلال اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال والبعثات التجارية والحملات الإعلامية.

    والجدير بالذكر أن الحضور المغربي في هذا المعرض، الذي يعرف مشاركة نحو أربعين بلدا من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا، يتميز بمشاركة وازنة لمدينتي العيون والداخلة إلى جانب الدار البيضاء والصويرة.

    ويعتبر المغرب البلد العربي الوحيد المشارك في هذا المعرض، الذي سجل، وفقا للمنظمين، توافد أعداد كبيرة من الزوار خلال اليومين الأولين.