المعرض الوطني للكتاب المستعمل بالدار البيضاء .. ما بين 600 و800 ألف عنوان بمشاركة 500 أديب ومنشط ندوات

(بقلم: سعيد رحيم)

الدار البيضاء – يتميز المعرض الوطني للكتاب المستعمل، الذي تتواصل فعاليات دورته التاسعة بساحة السراغنة بالدار البيضاء إلى غاية 30 أبريل الجاري، هذه السنة بعرض ما بين 600 ألف و800 ألف عنوان في جميع التخصصات وجميع اللغات الحية وبمشاركة 500 مثقف من شعراء وكتاب وروائيين ومسرحيين ومنشطي الندوات التي تشمل مواضيع متعددة ومختلفة.

وأوضح يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين ومدير المعرض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورة المنعقدة تحت شعار “هوية الكتاب المغربي” تتميز كذلك بالأثمان الزهيدة للكتب، مشيرا إلى أن هذا المعرض ، الأول من نوعه على الصعيد العالمي، لم يبق فقط معرضا للكتبيين بل أصبح معرضا لكل المغاربة حيث تحضره فعاليات من مناطق مختلفة من المغرب بالإضافة إلى ما يحظى به من اهتمام إعلامي.

وتوقع بورة أن يبلغ عدد زوار هذه الدورة من المعرض ، الذي تنظمه الجمعية البيضاوية للكتبيين بتنسيق مع نادي القلم المغربي ومؤسسة الزرقطوني وبدعم من وزارة الثقافة والذي يعرف مشاركة ثلاثين عارضا من مختلف المدن المغربية ، ما يناهز 200 ألف زائر.

ويشتمل البرنامج الثقافي والفني لهذه الدورة من المعرض على عدد من المحاور منها محور الشعر والزجل ومحور الرواية والنقد ومحور القصة والمسرح والتشكيل والسينما.

وتتضمن الأنشطة العامة لقاء مفتوحا مع بعض رجالات المقاومة بدرب السلطان مع عرض شريط فيديو حول الشهيد محمد الزرقطوني وتقديم وتوقيع كتاب “الشهيد الزرقطوني “سيرة وحياة” للحسين لعسيبي وكتاب “مسيرة التحرير” للمقاوم الحسين برادة وتقديم كتاب “مسار مقاوم” لسعيد أبو النعيلات.

وتنظم في الجانب الأدبي ورشة في منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية وندوة “المثقف والمجتمع المدني” وقراءات شعرية ولقاء مفتوح مع السوسيولوجي عبد الهادي الهروي حول السوسيولوجيا بالمغرب وندوة في موضوع حت الاستعمار”.

ويحتضن المعرض مائدة مستديرة حول “الصحافة الثقافية بالمغرب” وتقديم رواية “ليالي بلا جدران” لحسن المددي ولقاء مفتوحا مع الروائي حسن السلموني اللواتي وتقديم “مرايا الظلال” لعبد الغني عارف وندوة حول الرواية المغربية الجديدة بتنسيق مع مجلة الآداب الإلكترونية بلبنان.

ويشتمل المعرض أيضا على مسابقة في الفن التشكيلي وقراءة في الروايات العربية الفائزة بجائزة حورس الاسكندرية دورة 2015 وجلسة تكريم واعتراف بالإضافة إلى العديد من الأنشطة ذات الطابع الفني والترفيهي والثقافي.

وفي تصريحات للوكالة، أعرب عدد من زوار المعرض عن اقتناعهم بأهمية هذه التظاهرة الثقافية ودورها في تنشيط الذاكرة مع إعادة الاعتبار للقراءة، معتبرين أنه بمثابة امتداد للخزانات العمومية اعتبارا لقيمة المخزون المادي من الوثائق والكتب خاصة تلك التي لها علاقة بالنظريات السياسية والقانونية وبالأحكام الشرعية، ومنها ما هو جد نادر في المكتبات العصرية، منوها بهذه التظاهرة السنوية التي من شأنها أن تشجع الكثيرين على القراءة دون تكاليف باهظة.

وأوضحت بعض الأسر التي اصطحبت أبناءها إلى المعرض حرصها على إطلاع أجيالها الجديدة على الكتب التي كانت رائجة قبل عقود، خاصة منها الكتب التي كانت مستعملة في البرامج الدراسية، وذلك من أجل ربط ذاكرة الماضي مع حاضر الجيل الجديد المتميز بوسائل الاتصال والتواصل الحديثة، داعين إلى ضرورة تمسك ساكنة الدار البيضاء بهذه التظاهرة الثقافية التي تضفي قيمة جديدة على هذه المدينة المشهورة بأنشطتها الاقتصادية.