آخر الأخبار
منارة بوجدور.. معلمة تاريخية وذاكرة حية لساكنة إقليم التحدي

منارة بوجدور.. معلمة تاريخية وذاكرة حية لساكنة إقليم التحدي

الخميس, 21 نوفمبر, 2013 - 12:38

(إعداد .. التهامي العم)

بوجدور- تعتبر منارة بوجدور معلمة تاريخية بالأقاليم الجنوبية للمملكة وذاكرة حية لساكنة إقليم التحدي الذي أحدث سنة 1976 بعد استرجاع الأقاليم الجنوبية سنة 1975. 
ويشير العديد من المؤرخين إلى أن هذه المنارة، التي تشكل ذاكرة مدينة بوجدور ونواتها الأولى، بنيت على واجهة المحيط الأطلسي ويعود تأسيسها إلى خمسينيات القرن الماضي.
وظلت المنارة ، التي تتكون من 264 درجا على شكل لولبي وتتوفر على مصابيح كانت توقد بمواد تقليدية، شاهدة النمو الديمغرافي والتطور العمراني للمدينة بوجدور ( 180 كلم جنوب مدينة العيون). كما أنها صمدت أمام تقلبات الزمن حتى تم ترميمها وتجهيزها بتقنيات حديثة ومصابيح ذات مركبات معدنية حيث يصل مدى ضوء مصباحها الرئيسي إلى 45 كلم ويصدر ثلاث ومضات كل 15 ثانية.
وذكرت مصادر متطابقة أن المنارة ، التي أسسها المستعمر الاسباني من أجل مراقبة السفن وتأمين سلامتها، بدأت تؤدي وظيفتها سنة 1956 ، وذلك بعد ست سنوات من البناء، وبلغ علوها 54 مترا من مستوى سطح الأرض و 70 مترا من مستوى سطح البحر وقطرها ثلاثة أمتار.
وعن دوافع إقامة هذه المعلمة التاريخية، فقد أشارت العديد من الروايات إلى أن تأسيسها كان برغبة من الإسبان بهدف مراقبة السفن الأجنبية، ورسم مسار السفن الاسبانية وتمكينها من التزود بالمعدات والمؤونة التي تكفي لإتمام أو تفريغ حمولتها .
وقد ارتأى مشيدو المنارة أن تتميز هذه الأخيرة بإصدار ضوء يلف بشكل دائري ليضيء البر والبحر في أبعد نقطة ممكنة ، وذلك بالاعتماد على قوة ميكانيكية محركة للمصباح تدعى ” الرحى”، في حين وضعت ألواح زجاجية شفافة ومدعمة بصفائح حديدية بقمة المنارة كي تحافظ على مصدر انبعاث الضوء.
وأصبحت المنارة اليوم، زيادة على توفرها على تجهيزات حديثة تشمل مصباحا كبيرا وثلاث مكبرات للضوء، شاهدة على أهم المعارك التاريخية والملاحم البطولية التي سجلها أبناء المنطقة بدمائهم وأرواحهم فداء للوطن ودفاعا عن كرامته ضد المستعمر الاسباني.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أكد رئيس مصلحة تدبير الملك العمومي البحري ببوجدور السيد مصطفى جماهيري، انه إذا كان  للمنارة دور أساسي في مساعدة البحارة على ركوب البحر في ظروف حسنة وتمكينهم من ربح الوقت وتيسير عملية الإبحار ، فإن لها أيضا دور تاريخي وسياحي باعتبارها معلمة خاصة بالمنطقة.
وأضاف أن المنارة تعتبر ذاكرة حية لساكنة الإقليم خصوصا وللمغاربة عموما، مشيرا إلى أن ارتباط الساكنة بهذه المعلمة جسدته تلك المعارك التي خاضها أبناء المنطقة ضد المستعمر الاسباني ، إذ شكلت ” وسيلة لحمايتهم من الغارات ” التي كانت تستهدفهم بين الفينة والأخرى، فضلا عن أن الرحل كانوا يستهدون بضوئها الذي كان يساهم في تخفيف عناءهم في اكتشاف المسالك والطرقات.
وأشار إلى أن هذه المنارة، التي تم ترميمها سنة 1959 لمواجهة التقلبات المناخية بمعايير مكنت من المحافظة على هندستها واحترام مقوماتها التراثية والتاريخية، لم تعد اليوم مجرد بناية تؤدي دورا وظيفيا بل أصبحت تشكل بعدا رمزيا وتاريخيا وسياحيا.
ولئن كانت منارة بوجدور النواة الأولى لحاضرة إقليم التحدي، فإنها شاهدة اليوم على التطور العمراني والتنموي لمدينة قاومت الظروف المناخية الصحراوية الصعبة وشهدت تنمية اقتصادية واجتماعية .

اقرأ أيضا

الرباط .. بحث سبل تعزيز التعاون المغربي اللبناني في مجال النقل

الخميس, 4 يوليو, 2024 في 21:23

شكل تعزيز التعاون بين المغرب ولبنان في مجال النقل محور المباحثات التي جرت، اليوم الخميس بالرباط، بين وزير النقل واللوجيستيك محمد عبد الجليل، ووزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية.

أولمبياد باريس 2024/منافسات كرة القدم .. نطمح إلى التوقيع على مشاركة جيدة (طارق السكيتيوي)

الخميس, 4 يوليو, 2024 في 20:33

أكد مدرب المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم، طارق السكتيوي، اليوم الخميس بسلا، أن هدف فريقه هو تقديم مشاركة جيدة في الألعاب الأولمبية بباريس، وتجاوز الدور الأول من هذه المسابقة.

طارق السكتيوي يوجه الدعوة لـ 22 لاعبا للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بباريس

الخميس, 4 يوليو, 2024 في 19:10

وجه مدرب المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم، طارق السكتيوي، الدعوة لـ 22 لاعبا، للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، التي ستجرى بالعاصمة الفرنسية باريس في الفترة الممتدة ما بين 26 يوليوز و11 غشت 2024.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية