إلهام أيت عدي.. متخصصة التواصل التي تريد مد جسور بين المغرب ومالي

(توفيق البوشتاوي: مراسل الوكالة بباماكو)

باماكو – بالمقر الجديد لوكالتها المتخصصة في الاتصال بحي (أ سي إي 2000) بباماكو، كانت السيدة إلهام أيت عدي منشغلة بآخر التفاصيل وهي تحرص على التوزيع الجيد للأثاث والتجهيزات قبل إعادة فتح الوكالة في الأيام القليلة المقبلة.
صورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في صالة الدخول، وصالون للاستراحة وتناول الشاي المغربي، واكسسوارات ومقاعد جلدية مغربية الصنع، كل شيء بالمقر الجديد يكشف عن تناغم وهدوء يبعث على الارتياح، تنضاف إليهما نغمات مغربية لا تدع أي مجال للشك بخصوص هوية أصحابه، وهو ما لا تخفي السيدة أيت عدي فخرها به.
بالموازاة مع مسارها المهني في مجال التواصل، تعد السيدة أيت عدي امرأة متحمسة وشغوفة بالمبادرات الجمعوية، الاجتماعية منها والثقافية، وتحدوها طموحات كبرى من أجل التقريب بين الشعبين الصديقين المغربي والمالي.
“فسح المجال لاكتشاف تنوع وغنى الثقافة والمنتوجات المغربية يشكل بالنسبة لي شغفا أحرص على تقاسمه مع الآخرين من أجل تعزيز التبادلات والحوار بين الشعبين”، تقول أيت عدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهي الحاصلة على دكتوراه في التواصل، ورئيسة الجمعية المغربية المالية “الجسر” التي يلخص اسمها في حد ذاته كل طموحات أعضائها.
وأضافت أن جمعية “الجسر” التي تم إحداثها في سياق الدينامية التي شهدتها العلاقات بين المغرب ومالي منذ زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لباماكو سنة 2013، تطمح إلى مد جسور كفيلة بالمساهمة في التقريب بين البلدين اللذين تربطهما علاقات متجذرة في التاريخ.
وأبرزت أيت عدي أن “البلدين تجمعهما علاقات صداقة وأخوة عريقة قائمة على التاريخ والثقافة ومطبوعة بتبادلات اجتماعية وإنسانية وتضامنية”.
وبغير قليل من الفخر، تتذكر بنت مدينة مراكش التي تقيم في مالي منذ عشر سنوات، جو الفرح والحبور الذي ساد مدينة باماكو بمناسبة زيارتي جلالة الملك لمالي، منوهة بالاستقبال الحار الذي خصصته الساكنة سواء المالية أو المغاربة المقيمين بهذا البلد.
أيت عدي المتزوجة بمالي هو بدوره ابن زوج روسي-مالي، والتي أقامت في الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات استكملت خلالها دراساتها بسلك الدكتوراه، تومن بقوة بقيم التلاقح الثقافي.
تقول أيت عدي “في جمعية الجسر التي تضم أطرا من مالي والمغرب من تخصصات مختلفة، نسعى للعمل على إدامة علاقات التلاقح بين البلدين، واستكشاف سبل جديدة للتعاون ومواكبة المبادرات الرامية إلى تمتين الروابط بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والماليين”.
جمعية الجسر إذ تقرن القول بالفعل، شاركت، في نونبر المنصرم، في زيارة قام بها أفراد الجالية المغربية بمالي لضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف فندقا كبيرا بالعاصمة باماكو، وهي زيارة جسدت مجددا مشاعر الأخوة والصداقة والتضامن التي تجمع البلدين على الدوام، وشكلت مبادرة محمودة لقيت ترحيبا من طرف الجرحى وأقاربهم وطاقم المستشفى الذين حرصوا عل شكر أعضاء الوفد المغربي على هذا السلوك الإنساني الرفيع.
وتنكب جمعية الجسر اليوم على بلورة مخطط عمل يتمحور حول النهوض بالأعمال والمبادرات الرامية إلى مساعدة النساء المغربيات المقيمات بمالي على تعلم مهن تضمن لهن الولوج إلى الحياة المهنية، والتوفر على مصدر دخل لمساعدة أزواجهن وتلبية متطلبات الحياة الزوجية.
وتؤكد رئيسة “الجسر” أن العديد من النساء المغربيات بمالي أبدين اهتمامهن بهذا المشروع، دون أن يثبط من عزيمتها “تحفظ” بعض الأزواج المالين بخصوص خروج زوجاتهن المغربيات للعمل.
من جهة أخرى، تعتزم الجمعية تنظيم سلسلة لقاءات للتحسيس بمواضيع تتعلق بصحة النساء والأطفال بباماكو. لا تخفي أيت عدي، كذلك، إرادتها مواكبة وتوجيه رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين المغاربة الراغبين في الاستثمار في مالي.