إقلاع اتحاد المغرب العربي يمر عبر الوعي بضرورة تغليب مصلحة المنطقة على المصالح الخاصة (خبير)

(أجرت الحوار: مريم الرقيوق)
الرباط – قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الحسان بوقنطار، إن تحقيق إقلاع اتحاد المغرب العربي، الذي وصل إلى الطريق المسدود منذ عدة سنوات، رهين ب”إدراك جميع الأطراف الحاجة إلى وضع المصلحة العامة للمنطقة فوق المصالح الخاصة”.
وأوضح بوقنطار في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الذكرى 27 لتأسيس الاتحاد، أنه “أخذا بعين الاعتبار الجمود السياسي الذي يقف حجر عثرة أمام جهود إعادة بناء مغرب كبير قوي وموحد، فإن الأمل الوحيد يبقى هو أن يعمل قادة دول اتحاد المغرب العربي على تجاوز وضعية الجمود التي ترهن طموحات شعوب المنطقة”.
وأشار إلى أنه إذا كانت وضعية الجمود قد عمرت لمدة طويلة، فهي تعود في جزء كبير منها لتصرفات الطرف الجزائري وسياسته العدائية تجاه المغرب، وخاصة مسألة وحدته الترابية، واصفا ب “العبثي” و”المتجاوز” إغلاق الجزائر لحدودها مع المملكة منذ 22 سنة كإجراء استثنائي نادرا ما تلجأ إليه الدول.
وشدد على أنه “في أي بناء إقليمي، لا بد على جميع الشركاء أن يظهروا إرادة سياسية قوية والاستعداد للتخلي عن المصالح الفئوية الضيقة وتغليب المصلحة العامة، لكن للأسف” -يضيف السيد بوقنطار،” أن هذه الروح لازالت غائبة لحد الآن وهو ما ينعكس على دينامية المغرب العربي”.
واعتبر أن المناخ المغاربي لم يكن بالمطلق ملائما لإحياء المغرب العربي، بما أن التحولات التي حصلت في أعقاب “الربيع العربي”، وأحدثت “فوضى كبيرة” وصعوبات سياسية واقتصادية واجتماعية في بعض بلدان المغرب العربي، أدت إلى تأجيل، إلى أجل غير مسمى للقمة المغاربية التي طال امد انتظارها، وهو ما جعل الاتحاد يجد صعوبة في الخروج من وضعيته.
وفي انتظار حل سياسي، يضيف السيد بوقنطار، فإن كلفة عدم إحياء الاتحاد المغرب العربي أصبحت لا تطاق وأن المنطقة تفوت فرصة كبيرة على مستوى “تحقيق النمو والتنمية” .
ولتدارك هذا التأخر، فإنه من الضروري الدفع بمسلسل الاندماج الاقتصادي بين الدول الخمس الأعضاء في الاتحاد، لأن “الاقتصاد لا يجب أن يبقى رهين الحسابات السياسية”.
وخلص السيد بوقنطار إلى أن الطريق الثاني لإخراج اتحاد المغرب العربي من المأزق يتمثل في دعم المجتمع المدني المغاربي الذي بإمكانه لعب دور كبير في وضع السياسيين أمام مسؤولياتهم وتحسيس المجتمع وإطلاق دينامية ديمقراطية حاملة للآمال بالنسبة لشعوب المنطقة.