البرتغال .. انتخاب المحافظ ريبيلو يشكل بداية مرحلة جديدة من التعايش السياسي

محمد توفيق الناصري

لشبونة – شكل انتخاب مارسيلو ريبيلو دي سوزا (67 سنة) رئيسا جديدا للبرتغال بداية مرحلة جديدة من التعايش السياسي بين رئيس دولة محافظ ورئيس وزراء اشتراكي، يحكم بفضل دعم اليسار الراديكالي.
وبدأ المراقبون التكهن بشأن مآل هذه التجربة الجديدة، خاصة وأن رئيس الدولة في البرتغال له سلطة حل الجمعية الوطنية، التي يمكنه استخدامها في أي وقت في حال عدم الاتفاق حول القضايا المالية، كما له سلطات أخرى لا تقل أهمية، منها تقديم قوانين ورفض التوقيع على أخرى.
وترتبط الأسئلة المطروحة التي تطرح بشده، في هذا السياق، بممارسة ريبيلو دي سوزا خلال هذه الولاية، وبالطريقة التي سيدير بها رئيس الدولة البرتغالية الجديد علاقته مع الحكومة الاشتراكية، وذلك بالنظر للاختلافات الأيديولوجية والسياسية بين الجانبين.
يذكر أن الحزب الاشتراكي وصل إلى السلطة قبل شهرين بفضل اتفاق وصفه بأنه “غير مسبوق” مع بقية قوى اليسار في البرتغال التي دعمت حكومة أنطونيو كوستا لكن مقابل الشروع في سياسة تتراجع عن خطة التقشف. التي نهجتها الحكومة السابقة.
ورغم تصريحات ريبيلو دي سوزا خلال الحملة الانتخابية، والتي أكد فيها أنه سيعمل على ضمان الاستقرار السياسي في البلاد، فإن المحللين لا يستبعدون وقوع مفاجآت، لاسيما وأن مهمة الرئيس الجديد تبدو حساسة فيما يتعلق بالحفاظ على التوازنات.
وإذا كان يتعين على الرئيس الجديد إيلاء الأولوية لاحترام شروط الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بعجز الميزانية، فإنه سيتعين على رئيس الوزراء، أنطونيو كوستا، مواجهة ضغوط حلفائه اليساريين الذين يريدون إعادة النظر في سياسة التقشف.
كما أن الظرفية الاقتصادية للبلاد لا تساعد على التعايش السياسي الجديد في البرتغال، الذي يظهر أنه لا يخلو من مخاطر، فمجيئ ريبيلو دي سوزا يبدو عاملا من عوامل الاستقرار، لكن المهمة لن تكون سهلة لكل من رئيس الدولة الجديد ورئيس الحكومة.
وريبيلو دي سوزا، القادم من التلفزيون وأستاذ القانون، معروف لدى البرتغاليين منذ سنوات عدة، وقد بدا لحد الآن متصالحا تجاه الحكومة الاشتراكية بقيادة أنطونيو كوستا.
لكن التحديات التي سيتعين التغلب عليها، لاسيما الاقتصادية، ستلقي بظلالها على هذا التعايش الذي سيجنب، إذا ما نجح، البرتغال أزمة سياسية جديدة تبقى عواقبها غير متوقعة.