الدبلوماسية البرلمانية.. آلية موازية حقيقية للترافع عن المصالح العليا للوطن وقضاياه الكبرى في المحافل القارية والدولية

الرباط- لا يقتصر دور ممثلي الأمة في البرلمان بمجلسيه على التشريع ودراسة ومناقشة نصوص القوانين ومساءلة الحكومة ورئيسها حول القضايا الراهنة والسياسات المتبعة في مختلف المجالات ومدى نجاحها في تطبيق البرنامج الحكومي الذي التزمت به في بداية ولايتها، بل يتعداه إلى الترافع عن المصالح العليا للوطن وقضاياه الكبرى في مختلف المحافل القارية والدولية.

ووعيا منهم بالمكانة الهامة التي تحتلها الدبلوماسية البرلمانية في السياسة الخارجية للبلاد، انخرط البرلمانيون، خلال السنة التي نودعها، بعزم أكيد في تعزيز العلاقات مع نظرائهم من البلدان الأخرى والمساهمة بفعالية من خلال المجموعات البرلمانية والشبكات البرلمانية المتخصصة في إثراء النقاش وتعميق المشاورات حول مختلف القضايا الراهنة.

وتميزت سنة 2015 عن سابقاتها بقيام البرلمانيين بالعديد من زيارات الصداقة والعمل لعدد من الدول وبصمهم على حضور قوي في عدد من المحافل الدولية الكبرى، مما مكنهم من إرساء أسس علاقات جديدة ترتكز على الدينامية والاستدامة مع شركاء المملكة، تتوخى تقاسم القيم المشتركة والديمقراطية ودولة القانون.

وفي هذا الإطار، تبرز زيارة العمل التي قام بها في شهر يناير من السنة الجارية وفد برلماني هام ضم رؤساء فرق برلمانية بمجلسي النواب والمستشارين، يقوده رئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي، للمملكة المتحدة.

وأجرى أعضاء الوفد خلال هذه الزيارة مباحثات مع عدد من الزعماء السياسيين البريطانيين انصبت على بحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين نواب البلدين وتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسستين التشريعيتين وتنسيق المواقف بشأن عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

ومكنت هذه الزيارة الهامة أعضاء الوفد البرلماني المغربي من الالتقاء بالعديد من النواب والمسؤولين البريطانيين وإبراز الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة وكذا التقدم الديمقراطي والدستوري الذي حققه المغرب وكذا الإصلاحات السياسية والدستورية التي قام بها.

كما شارك وفد برلماني مغربي في أشغال الدورة ال32 لمنتدى رؤساء المؤسسات التشريعية بأمريكا الوسطى ودول الكاريبي (فوبريل) التي احتضنتها عاصمة الدومينيكان، سانتو دومينغو، يومي 11 و 12 فبراير الماضي.

وتندرج مشاركة الوفد المغربي، الذي ضم أعضاء من مجلسي النواب والمستشارين، في إطار تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البرلمان المغربي ومنتدى رؤساء المؤسسات التشريعية بأمريكا الوسطى ودول الكاريبي (فوبريل) ، ودعم الحوار البرلماني حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتميزت السنة التي نودعها، أيضا، بمشاركة وفد من مجلس النواب يومي 30 نونبر وفاتح دجنبر الجاري بالسالفادور في أشغال الدورة ال37 للمنتدى البرلماني السنوي لمنظمة برلمانيون من أجل التحرك العالمي.

وعلى هامش أشغال هذه الدورة، عقد الوفد البرلماني المغربي لقاءين مع كل من رئيسة البرلمان السلفادوري السيدة لورينيا بينيا مندوزا ومع ممثلين عن وزارة الخارجية للسالفادور، تم خلالهما التطرق إلى التطور الذي شهدته بلادنا في مجال حقوق الإنسان، واستعراض مختلف التشريعات ذات الصلة.

كما أطلع الوفد البرلماني المغربي المسؤولين في السالفادور على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب من أجل تسوية النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء، والمصداقية التي حظي بها هذا المقترح على المستوى الدولي.

وعلى إثر قرار المحكمة الأوروبية الطعن في الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، عقد وفد برلماني مغربي عن اللجنة البرلمانية المشتركة المغربية الأوروبية سلسلة من اللقاءات مع نظرائهم الأوروبيين بموازاة مع الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي المنعقدة بستراسبورغ في الفترة ما بين 14 و17 دجنبر الجاري، انصبت حول هذا القرار “الذي يتنافى مع الاتفاقيات” التي تجمع بين الطرفين.

وثمن الوفد المغربي، في هذا الصدد، موقف المجلس الأوروبي الداعي لاستئناف الحكم لدى المحكمة الأوروبية، وكذا تصريحات السيدة فيديركا موغيريني الممثلة السامية للشؤون الخارجية وسياسة الأمن بالاتحاد الأوربي، والتي تسير في اتجاه رفض القرار.

(بقلم: عز العرب مومني)