آخر الأخبار
الرواية المغاربية حققت في العقود الأخيرة تراكما كميا لا يستهان به (باحث موريتاني في السرديات)

الرواية المغاربية حققت في العقود الأخيرة تراكما كميا لا يستهان به (باحث موريتاني في السرديات)

الجمعة, 11 ديسمبر, 2015 - 11:16

نواكشوط – اعتبر الأستاذ الجامعي الموريتاني، سيداتي ولد سيد الخير، أنه على الرغم من حداثة الرواية المغاربية فإنها حققت في العقود الأخيرة تراكما كميا لا يستهان به وتغيرا كيفيا شمل الشكل والأسلوب والقوالب الفنية.
ويرى ولد سيد الخير، الباحث في السرديات، أن الرواية المغاربية عرفت مراحل فنية اختزلها في مرحلة الأشكال الجنينية التي مهدت لهذه الرواية، وتتمثل أساسا في المقامة والمناظرة والقصة والأقصوصة والرحلة والتاريخ والسيرة الذاتية، فمرحلة التأسيس والاستنبات أو التجنيس الفني لنوع الرواية المغاربية من خلال الرواية العربية في المشرق ثم مرحلة التجريب التي اتخذ فيها الروائيون الغرب مرآة للحداثة والإبداع والانزياح السردي، وأخيرا مرحلة التأصيل التي اتخذ فيها التراث مرآة للحداثة والخلق والتجاوز.
وقال في محاضرة ألقاها، أول أمس الأربعاء بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط،، بمشاركة تربة بنت عمار الأستاذة بجامعة نواكشوط في موضوع “الرواية المغاربية … قراءة في الاتجاهات” إن الروايات المغاربية تختلف، منذ فترة السبعينيات من القرن الماضي إلى اليوم، من حيث الأساليب والأنماط الإبداعية بحسب الخلفيات الفنية إلى روايات السير الذاتية والروايات المستندة إلى المرجعيات الاجتماعية والتاريخية.
وحدد المحاضر سمتين أساسيتين للكتابة الروائية المغاربية تتمثلان في روايات واقعية وأخرى تجريبية، خالصا إلى أن الرواية المغاربية، على الرغم من إنجازاتها على مدى ما يزيد من نصف قرن، تبدو في حاجة إلى تراكم أكبر وانتظام أكثر من كتابها، لكن ثمة نماذج روائية مغاربية قابلة لإعطاء صورة متفردة وخاصة عن الإبداع الروائي في هذا الفضاء.
أما تربة بنت عمار، أستاذة التاريخ الإسلامي بجامعة نواكشوط، فقبل أن تخوض في جولة تاريخية لنشأة الجنس السردي في البلدان المغاربية، توقفت للترحم على روح الباحثة وعالمة الاجتماع الراحلة فاطمة المرنيسي “هذه المناضلة والكاتبة الأكاديمية وعالمة الاجتماع التي كشفت المستور وقدمت المفيد في قضية المرأة، فألفت العديد من الكتب وكتبت عشرات المقالات في شأن نساء العالم الإسلامي بشكل عام والعربي منه على وجه الخصوص”.
واعتبرت تربة بنت عمار أن ظهور الجنسين الأدبيين، القصة التاريخية والسيرة الذاتية، كان استجابة لتحولات شهدتها فنون النشر الأدبي في بلدان المغرب العربي في النصف الأول من القرن العشرين.
وأشارت الباحثة الموريتانية إلى أن بعض الروايات المغاربية اتخذت – في سياق ما كانت تشهده بلدان المغرب العربي من تحولات متأزمة – من الغرب قيمة أساسية لطرح مشاكل المثاقفة، والوعي بالذات في صلتها بالعالم، ولئن حضر الغرب في الخطاب الروائي المغاربي في الخمسينيات والستينيات بالنسبة لكل من تونس والمغرب وليبيا وفي السبعينيات بالنسبة للجزائر- بوصفه قيمة سلبية بشكل مطلق.
ولاحظت أن الغرب في رواية الثمانينيات أصبح له وضع مزدوج، فهو نقطة توتر، وفي نفس الوقت جزء لا يتجزأ من وعي الإنسان المغاربي الذي كان مستعمرا وهو ما يجعله عنصرا ليشكل الوعي به وعيا بالذات في واقع تتضخم فيه التحديات المعاصرة.
‏ وقالت إن الخطاب الروائي المغاربي إن عمد في مرحلة النشأة والتأسيس، التي توازي حصول بلدان المغرب العربي على استقلالها، إلى تصوير أحداث الثورات التحريرية التي خاضتها شعوب المنطقة في نزوع يغلب عليه الاحتفال ويلونه حماس النصر، فإنه تحول مع مطلع السبعينيات لينشغل بالقضايا الاجتماعية الناجمة عن التحولات العميقة التي كانت تشهدها المجتمعات المغاربية على جميع الأصعدة.‏
وسجلت أن هذا الخطاب شهد انعطافة نوعية في الثمانينات تجلت في نزوعه إلى البحث والتجريب بغية تجاوز السائد من الخطابات بدل استنساخها، وهو في ذلك يتطلع إلى “اكتساب الخصوصية، وإنتاج معرفة أكثر إدراكا لتحولات الذات، ولواقع تلك التحولات وعوائقها، في مجتمعات مغاربية تسم التحولات المتأزمة واقعها في الأغلب، وهو ما يجعل السؤال الإبداعي متجددا بما يشكله من مفاهيم في البحث ويبنيه من طرائق التفكير”.‏
واستنتج المحاضران أن الرواية المغاربية تظل عاملا مجسدا لفكرة أن الفن لا يعترف بالحدود الجغرافية حيث أن عناصر الوصل في هذه  الرواية تبقى أوفر من عناصر الفصل، مشيرين إلى أن بعض المقارنات والتحاليل والاستكشافات الدلالية أثبتت أن الرواية في بلدان المغرب العربي تكاد تكون متماثلة منشأ ومقصدا، وكذلك الأمر على مستوى الاتجاهات الفنية والمعاجم اللغوية والطبقات السردية.
ولأن همها الإنسان المغاربي أساسا في هذا الفضاء الشاسع فقد ظلت الرواية تطرح قضية هذا الإنسان المتصلة بجوانب حياته واهتماماته ووجوده، من بحث عن العدالة والمساواة إلى المطالبة بالاستقلال والرجوع إلى المنابع الدينية والتراثية.

اقرأ أيضا

الحق في الحصول على المعلومات.. حوار مؤسساتي لمراجعة الإطار القانوني

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 21:53

تم إطلاق حوار مؤسساتي يروم مراجعة الإطار القانوني لممارسة الحق في الحصول على المعلومات بما يستجيب بشكل أفضل لمتطلبات الإتاحة.

الدوري الملكي المغربي للقفز على الحواجز (محطة الرباط).. المنتخب السعودي يفوز بلقب كأس الأمم 2024

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 21:26

توج المنتخب السعودي للفروسية بطلا لكأس الأمم 2024 في القفز على الحواجز، المنظمة ضمن المحطة الثالثة للدورة الـ 13 للدوري الملكي المغربي الدولي، التي احتضنها المركب الملكي للفروسية والتبوريدة دار السلام بالرباط على مدى أربعة أيام (26 -29 شتنبر الجاري)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة 2024.. المنتخب المغربي يخرج من دور الربع بعد هزيمته أمام نظيره البرازيلي (3-1)

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 16:29

خرج المنتخب الوطني المغربي من دور ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، المنظم بأوزبكستان إلى غاية 6 أكتوبر المقبل، بعد الهزيمة، اليوم الأحد، أمام المنتخب البرازيلي (3-1).

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية